ما هي نهاية فتنة المسيح الدجال؟

اقرأ في هذا المقال


ما هي نهاية فتنة المسيح الدجال؟

وتكون نهاية فتنة المسيح الدّجال في القرآن بعدة أمور وظهرت في القرآن والسنة ومنها ما يلي:

  • الحصار الشديد لبيتِ المقدس: فقال تعالى: “هُنَالِكَ ابْتُلِيَ الْمُؤْمِنُونَ وَزُلْزِلُوا زِلْزَالًا شَدِيدًا” الأحزاب:11.
    وقال أيضاً: “أَمْ حَسِبْتُمْ أَن تَدْخُلُوا الْجَنَّةَ وَلَمَّا يَأْتِكُم مَّثَلُ الَّذِينَ خَلَوْا مِن قَبْلِكُم ۖ مَّسَّتْهُمُ الْبَأْسَاءُ وَالضَّرَّاءُ وَزُلْزِلُوا حَتَّىٰ يَقُولَ الرَّسُولُ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ مَتَىٰ نَصْرُ اللَّهِ ۗ أَلَا إِنَّ نَصْرَ اللَّهِ قَرِيبٌ” البقرة:214.
    ومن السنة:عن ثعلبة بن عُباد العبديّ من أهل البصرة قال شهدتُ يوماً خُطبةً لسمرة بن جُندب فذكرَ في خطبتهِ حديثاً عن رسول الله عليه الصلاة والسلام وفيه: “وأنه سيظهر أو قال سوف يظهر على الأرض كلها إلا الحرم وبيت المقدس وأنه يحصر المؤمنين في بيت المقدس فيزلزلونَ زلزالاً شديداً ثم يهلكه الله تبارك وتعالى وجنوده حتى إن جذم الحائط أو قال أصل الحائط وقال حسن الأشيب: وأصل الشجرة لينادي أو قال: يقول يا مؤمن أو قال: يا مسلم هذا يهودي أو قال: هذا كافر تعال فاقتله قال: ولن يكون ذلك كذلك حتى تروا أموراً يتفاقم شأنها في أنفسكم وتساءلونَ بينكم هل كان نبيكم ذكر لكم منها ذكراً وحتى تزول جبالٍ على مراتبها ثم على أثر ذلك القبض قال ثم شهدت خطبة لسمرة ذكر فيها هذا الحديث فما قدم كلمة ولا أخرها عن موضعها”. أخرجه أحمد.
  • نهاية الدّجال وشيعتهِ:
    – فعن مُجمّع ابن جارية الأنصاري رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلم: “يقولُ يُقتلُ ابن مريم الدّجال ببابِ لدّ”. أخرجه الترمذي.
    – وعن جابر رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلم: “ويَبعَثُ اللهُ معه شياطينَ تُكَلِّمُ النَّاسَ، ومعه فِتْنةٌ عَظيمةٌ، يَأمُرُ السماءَ فتُمطِرُ فيما يَرى النَّاسُ، ويَقتُلُ نَفسًا ثُمَّ يُحييها فيما يَرى النَّاسُ، لا يُسَلَّطُ على غَيرِها مِن النَّاسِ، ويقولُ: أيُّها النَّاسُ: هل يَفعَلُ مِثلَ هذا إلَّا الربُّ، قال: فيَفِرُّ المُسلِمون إلى جَبَلِ الدُّخانِ بالشامِ فيَأتيهِم، فيُحاصِرُهم، فيَشتَدُّ حِصارُهم ويُجهِدُهُم جَهْدًا شَديدًا، ثُمَّ يَنزِلُ عيسى ابنُ مَريَمَ فيُنادي مِن السَّحَرِ، فيقولُ: يا أيُّها النَّاسُ، ما يَمنَعُكُم أنْ تَخرُجوا إلى الكَذَّابِ الخَبيثِ؟ فيقولونَ: هذا رَجُلٌ جِنِّيٌّ، فيَنطَلِقون فإذا هُم بعيسى ابنِ مَريَمَ، فتُقامُ الصلاةُ، فيُقالُ له: تَقدَّمْ يا رُوحَ اللهِ، فيقولُ: لِيتقَدَّمْ إمامُكُم فلْيُصَلِّ بِكُم، فإذا صلَّى صلاةَ الصبحِ خَرَجوا إليه، قال: فحينَ يَرى الكَذَّابُ يَنْماثُ كما يَنْماثُ المِلْحُ في الماءِ، فيَمْشي إليه، فيَقتُلُه حتى إنَّ الشَّجَرةَ والحَجَرَ يُنادي: يا رُوحَ اللهِ، هذا يَهوديٌّ، فلا يَترُكُ ممَّن كان يَتبَعُه أحَدًا إلَّا قَتَلَه”.جزء من حديث طويل أخرجه أحمد.

خلاصة القول في حصار بيت المقدس ونهاية الدجال:

بعد حصار الدجال للمدينة وقد منعتهُ الملائكة منها، وحدوث الرجفات الثلاثة وخروج شرار المدينة ليتبعوا الدّجال، وهو يوم الخلاص، يعلمُ الدّجال أنه لا مجال له مع أهل المدينة المنورة، فيبدأ بالتحرك نحو بيت المقدس الذي تتواجد فيه القوة الأكبر من المسلمين وإمامهم، وطبعاً يكون عدد المسلمين بعد هذه الفتنة قليلاً جداً، وفي طريقه لبيت المقدس يحصد الدّجال من بقي في طريقه من قبائل، ويتبعهُ شرار تلك البقاع إلى أنّ يصل إلى بيت المقدس، وهناك يبدأ الحصار العظيم لأهل الحق.
ويُلاحظُ من الأحاديث السابقة أنّ جلّ جيش الدّجال من اليهود، وذكرت بعض الأحاديث أنّ عددهم سبعون ألفاً، وهو نفس العدد الذي كان معه حين خروجه من أصبهان، والكلام هنا يحتمل أنّ يُراد بالسبعين في المعركة الأخيرة الكثرة وليس الحصر في عدد معين، وهذا معهودٌ في كلام العرب، ويحتمل أنّ عددهم حقيقة هو سبعون ألفاً، وهنا فيه إشارةً عجيبة وهي أن غير يهود أصبهان قد حصدتهم الملاحمُ قبل خروج الدّجال، وإلا لو كان لهم وجود في بقاع ٍ أخرى لوجدنا أنّ العدد الذي تحرك من بداية فتنة الدّجال من المشرق والمصرح بأنهم سبعون سيزيدُ بصورةٍ ملحوظةٍ بعد سيطرة الدّجال على جميع بقاع العالم، ولما لم يرد أي أثرٍ يُشير إلى زيادة العدد، دلّ ذلك على أنّ غير يهود أصبهان لا وجود لهم في زمن الدّجال.
إنّ التصريح بكون جند الدّجال هم من اليهود لا ينفي وجود غيرهم من جنوده، لكن فيه إشارة إلا أنّ القاعة الصلبة البارزة من جند الدّجال في هذه المعركة هم من اليهود، ولعل استدراجهم لمعركة فلسطين بالذات له علاقة إما بوعد ملك السلام الدّجال لهم بدولتهم في أرض الميعاد، وإما هي نزعةُ انتقام لقريبِ عهدهم بزوال دولتهم فيها، فيأتون ليستردوا مُلكهم السليب.
ويتضحُ أيضاً من الروايات المتعددة أنّ حال المؤمنين يكون شديداً جداً، فهم في حصار وتجويع، وخوف من هذا الرجل الطاغية الذي يُشبه الجن في أفعاله، وقد صرح بعض المؤمنين بأنه أي الدّجال جنيّ ورأوا طليعة فماتت جميعاً، لذا وجدوا أن أسلم طريقة لهم هو التحصن في جبل الدخان كما في رواية، وفي رواية أخرى جبل إيلياء، ودلائل هذا السياق تُشير إلى أنهما جبل واحد ذكر مرةً نسبة إلى المواقع ومرةً بما يشتهر به عند الناس.
وتذكر بعض الروايات أنّ عيسى عليه السلام ينزلُ عند المنارة البيضاء في شرق دمشق، وبعضها يُشير إلى أنهُ ينزلُ عليهم في بيت المقدس أو في الجبل الذي يحاصرون فيه، ومن تأمل الأحاديث ملياً يجد أنه لا تعارض بينها إذا تصور طبيعة المعركة، فالدّجال قد جاء للمسلمين من ناحية المدينة المنورة، وأول مواجهةٍ له مع المسلمين.
أيضاً إنّ الأحاديث واضحة الدلالة أنّ نزول عيسى عليه السلام كان قبل صلاة الفجر، وفي أثر عن أبي هريرة أنه ينزل بين أذانين، ولا أعلم هل يُراد به بين الأذان والإقامة، أو يُراد بين الأذان الأول والثاني عند الفجر، وكلاهما محتمل وإنّ كان الأول أوجه في هذا المقام ويعززه السياق.
أيضاً في الأحاديث إشاره واضحة إلى أنّ نزول عيسى عليه السلام كان في أحلك الظروف وأشدها على المسلمين حيث بلغ الحصار مداه منهم، واستعدوا للقاء الدّجال ومواجهتهِ مهما كانت الظروف والنتائج.
ومن الملاحظ أنّ تلك الفترة لا يؤيد بها المسلمون بعيسى عليه السلام، بل يؤيدون بكل مُسبح حولهم من شجر وحجر فيتدخلونَ في المعركة للنيلِ من شيعة الدّجال.
تأييد المسلمين بعيسى عليه السلام وبالشجرِ والحجر كان بعد صدق المؤمنين وثباتهم على الدين ونجاحِهم في الاختبار، فناسب ذلك أن يؤيدوا تأييداً حقيقياً بالخوارق التي أبطلت خوارق وكيد وسطوة الدّجال المزيفةِ.
إنّ فتنة الدّجال على عظمتها انتهت بأهون الأسباب، وهو نفسٌ واحد من عيسى عليه السلام ذاب معه الدّجال كما يذوب الملح، وهذا مثلٌ واضح على أنّ قوة الباطل مهما عظمت فهي خيوط عنكبوت.


شارك المقالة: