مصادر الاستدلال للعقيدة الإسلامية

اقرأ في هذا المقال


العقيدة الإسلامية من أهم مضامين الدين الإسلامي، ومن أساسيات تعلم أمور الدين، وتعلمها من واجبات كل مسلم ومسلمة، ولا بدّ من تحديد المصادر الأساسية، التي يعتمد عليها المسلم في تعلّم أمور العقيدة الإسلامية والاستدلال لها، لضمان صحة اعتقاداته، لذلك سنتحدث عن مصادر الاستدلال لأمور العقيدة الإسلامية في هذا المقال.

مصادر الاستدلال الأساسية للعقيدة الإسلامية:

يُستدل في الاعتقاد وما يتعلق به من مسائل، بمصدرين أساسيين، يمثلان أساس صحة الأمور الاعتقادية، وما يأتي معها من أخبار وحقائق وغيبيات، وهما القرآن الكريم وهو كلام الله عزل وجلّ، وما ثبت صحته من أحاديث في سنة النبي محمد _صلى الله عليه وسلم_.

وهذان المصدران المُعينان النقيان، اللذان يحتويان الخبر الصادق الذي لا شك فيه ولا كدر، يجب الالتزام بما جاء بهما من أحكام، وتصديق ما جاء بهما من أخبار، وعدم مخالفتها، فقال تعالى: “وَمَن يُشَاقِقِ الرَّسُولَ مِن بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُ الْهُدَى وَيَتَّبِعْ غَيْرَ سَبِيلِ الْمُؤْمِنِينَ نُوَلِّهِ مَا تَوَلَّى وَنُصْلِهِ جَهَنَّمَ وَسَاءَتْ مَصِيرًا” سورة النساء 115.

ويكون الاستدلال بهذين المصدرين وفق ما يوضحه الصحابة وأئمة التابعين ويُجمعون عليه، ثم مَن يأتي بعدهم من أهل العلم والاجتهاد، لتكون المعتقدات والأخبار الواردة فيها مفهومة لمَن يتعلم أمور العقيدة الإسلامية.

هل يعتبر الإجماع من مصادر الاستدلال للعقيدة الإسلامية؟

تم تقييد شرح مصادر العقيدة الإسلامية وفهمها بسلف الأمة، وهم صحابة رسول الله، وأئمة التابعين، ثم أهل الاجتهاد والعلم؛ لأنهم خير مَن تعلم أمور الدين، وهم الأكثر علماً وفقهاً، والأصحّ اعتقاداً وفهماً لما جاء به النبي _عليه الصلاة والسلام_، والأعلم بمراده في أمور الدين، وجاء في حديث النبي _عليه الصلاة والسلام_، ما يُثبت شهادته لهم بذلك، فقال _عليه الصلاة والسلام_: “خَيْرُ النَّاسِ قَرْنِي، ثُمَّ الَّذِينَ يَلُونَهُمْ، ثُمَّ الَّذِينَ يَلُونَهُمْ، ثُمَّ يَجِيءُ أَقْوَامٌ تَسْبِقُ شَهَادَةُ أَحَدِهِمْ يَمِينَهُ، وَيَمِينُهُ شَهَادَتَهُ” رواه البخاري.

ويشكّل شرح السلف للمصادر الأساسية للعقيدة الإسلامية، مصدراً ثالثاً ويُعرف بالإجماع، الذي يمثل أحد مصادر الاستدلال الاعتقادي؛ لأنّ أهل الإجماع يعتمدون في فهمهم وشرحهم، على ما جاء في مصادر الوحي الصحيحة.

كما أنّ معظم مسائل العقيدة الإسلامية ومضامينها محل إجماع السلف، فأهل العلم والدين في الإسلام لا يجتمعون على باطل أو ضلال، وخاصة فيما يتعلق بأمور العقيدة الإٍسلامية. ويكون هذا الإجماع حجة على من بعد الصحابة والتابعين؛ فإجماعهم يمثل حجة ملزمة، وحكماً شرعياً، لأنّه يستند إلى مصدر معصوم، ولا يجوز مخالفته، وخاصة في المسائل التي تتعلق بأمور العقيدة.


شارك المقالة: