اقرأ في هذا المقال
- من علامات الساعة تشبب المشيخة وكثرة الشحّ وكثرة التجارة وكثرة الزلازل
- تشبّب المشيخة
- كثرة الشحّ
- كثرة التجارة
- كثرة الزلازل
من علامات الساعة تشبب المشيخة وكثرة الشحّ وكثرة التجارة وكثرة الزلازل:
لقد بدأت تظهر علامات كثيرةٌ للساعة من ما هي صغرى ومنها ما هي متوسطة ومنها لم يظهر بعد، ومن علامات الساعة التي سنتطرق لها هي: تشببّ المشيخة وكثرةُ الشحّ وكثرة التجارة وكثرة وقوع الزلازل المفاجئةِ.
تشبّب المشيخة:
عن ابن عباس رضي الله عنهما؛ قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلم:” يكون قومٌ يَخضبون في آخر الزمان بالسواد، كحواصل الحمام، لا يريحون رائحة الجنة”. مسند الإمام أحمد. فإن ما جاء في هذا الحديث واقعٌ في هذا الزمن، فإنه انتشر بين الرجال صبغُ لِحاهم ورؤوسهم بالسواد. والذي يتضح هنا والله أعلم، أن قوله عليه الصلاة والسلام” كحواصل الحمام تشبيهٌ لحال بعض المسلمين في هذا العصر، فتجدهم يصنعون بلحاهم كهيئة حواصل الحمام، يحلقون عوارضهم، ويدعون ما على أذقانهم من الشعر، ثم يَصبغونه بالسواد، فيغدو كحواصل الحمام.
وقال ابن الجوزي:” يحتمل أن يكون المعنى لا يريحون رائحة الجنة؛ لفعلٍ يصدُرُ منهم، أو اعتقاد، لا لعلّة الخضاب، ويكون الخضاب سيماهم، كما قيل عن الخوارج سيماهم التحليق، حتى وإن كان تحليق الشعر ليس بحرام، قلت: قد نهى النبي عليه الصلاة والسلام عن صبغ شعر الرأس واللحية بالسواد، فقد ذكر في الصحيح، عن جابر بن عبد الله رضي الله عنه؛ قال: أُتي بأبي قُحافة يوم فتح مكة ورأسه ولحيته كالثغامة، بياضاً، فقال رسول الله صلّى الله عليه وسلم:“غيّروا هذا بشيءٍ، واجتنبوا السواد” صحيح مسلم.
كثرة الشحّ:
عن أبي هريرة رضي الله عنه؛ قال:” من أشراط الساعة أن يظهر الشحُّ” رواه الطبراني. والشحُ هو أشد أنواع البخل، وهو أبلغ في المنع من البخل، وقيل على معنى البُخل مع الحرص الزائد.
والشحّ خلقٌ مذموم، فقد نهى عنه الإسلام، وبيّن أنّ من وُقيَ شحّ نفسه، فإنه قد فاز وأفلح، كما في قوله جلّ وعلى:”وَمَن يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُولَٰئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ” الحشر:9 – و التغابن:16.
وعن جابرٍ بن عبد الله رضي الله عنه أن رسول الله صلّى الله عليه وسلم قال:” اتّقوا الظُلم، فإن الظُلم ظلماتٌ يوم القيامة، واتّقوا الشُحّ؛ فإن الشحّ أهلك من قبلكم، حملهم على أن سفكوا دماءَهم، واستحلّوا محارمهم” صحيح مسلم.
وقال القاضي عياض: يحتمل أن هذا الهلاك هو الهلاك الذي أخبر عنهم به في الدنيا؛ بأنهم سفكوا دماءهم، ويحتمل أنه هلاك الآخرة، وهذا الثاني أظهر، ويحتمل أنه أهلهم في الدنيا والآخرة” شرح النووي لمسلم.
كثرة التجارة:
ومن علامات الساعة الصغرى أيضاً هو ظهور كثرةُ التجارة، وفشوّها بين الناس، حتى تشارك النساء فيها الرجال. وقد روى الإمام أحمد والحاكم عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه عن النبي عليه الصلاة والسلام أنه قال: “بين يدي الساعة تسليمُ الخاصّة، وفشوّ التجارة حتى تشارِك المرأة زوجها في التجارة” مسند أحمد. وقد وقع هذا، فكثرت التجارة، وشاركت فيها النساء، وافتتن الناس بجمع المال، وتنافسوا فيه.
وقد أخبر النبي عليه الصلاة والسلام أنه لا يخشى على هذه الأمة الفقر، وإنما يخشى عليها أن تُبسط عليهم الدّنيا، فيقع بينهم التنافس، ففي الحديث أنه قال عليه الصلاة والسلام:” والله ما الفقر أخشى عليكم، ولكنني أخشى عليكم أن تُبسط الدنيا عليكم كما بُسطت عليكم كما بُسطت على من كان قبلكم، فتنافسوها كما تنافسوها، وتهلككُم كما أهلكتهم” صحيح البخاري.
وقال عليه الصلاة والسلام:” إذا فُتحت عليكم فارس والروم؛ أيّ قومٍ؟ قال عبد الرحمن بن عوف، نقول كما أمرنا الله، قال رسول الله صلّى الله عليه وسلم:” أو غير ذلك: تتنافسون، ثم تتحاسدون، ثم تتدابرون، ثم تتباغضونَ” أو نحو ذلك. صحيح وسلم. فالذي يُنافس على الدّنيا، فإنما تجرّهُ إلى ضعف الدين، وهلاك الأمة، وتفريق كلمتها، كما وقع من قبل، وكما هو واضحٌ وواقعٌ الآن.
كثرة الزلازل:
فعن أبي هريرة رضي الله عنه، قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلم:” لا تقومُ الساعة حتى تكثرَ الزلازل” صحيح البخاري.
وعن سلمة بن نفيل السكوني؛ قال: كنا جُلوساً عند رسول الله صلّى الله عليه وسلم، فذكر الحديث، وفيه: وبين يدي الساعة موتانٌ شديد، وبعده سنوات الزلازل”. مسند أحمد.
ويؤيدُ ذلك ما روي عن عبد الله بن حوالة رضي الله عنه؛ قال: وضع رسول الله صلّى الله عليه وسلم يدي على رأسي، أو على هامتي، فقال: يا ابن حوالة، إذا رأيت الخلافة قد نزلت الأرض المقدسة، فقد دنت الزلازل والبلايا والأمور العظام، والساعة يومئذٍ أقرب إلى الناس من يدي هذه من رأسك”. مسند احمد.