الموضوعات الدعوية التي دعا بها عيسى عليه السلام منها الآداب والأخلاق:
إن من أهم الموضوعات الدعوية التي دعا إليها عيسى عليه السلام قومه هي الآداب والأخلاق، ومن ذلك ما ورد في المعجم الكبير، عن ابن عباس رضي الله عنهما عن النبي عليه الصلاة والسلام أن عيسى ابن مريم عليه السلام قال: إنما الأمور ثلاثة وهي أمرٌ يتبين لك رشده فاتبعهُ، وأمرٌ يتبين لك غيّه فاجتنبه، وأمرٌ اختلف فيه فرده إلى عالمه.
وجاء من الآداب التي دعا إليها عيسى عليه السلام، الدعاء الذي يقال عند الدّين، لما في مستدرك الحاكم عن عائشة رضي الله عنها قالت: دخل علي أبو بكر فقال هل سمعت من رسول الله صلى الله عليه وسلم دعءً علمنيه؟ قلت ما هو؟ قال: كان عيسى ابن مريم يعلمه أصحابه قال: لو كان على أحدكم جبل ذهب ديناً فدعا الله بذلك لقضاه الله عنه، اللهم فارج الهم كاشف الغم مجيب دعوة المضطرين رحمان الدنيا والآخرة ورحيمهما أنت ترحمني فارحمني برحمةٍ تغنيني بها عن رحمة من سواك.
ومن الآداب التي كان يدعو إليها عيسى عليه السلام أدب بذلُ العلم، ففي سنن الدارمي عن معاوية أن أبا فروة حدثه أن عيسى ابن مريم كان يقول: لا تمنع العلم من أهله فتأثم، ولا تنشره عند غير أهله فتجهل، وكن طبيباً رفيقاً يضع دواءه حيث يعلم أنه ينفع.
كما ذكر ابن كثير جملةً من الحكم والآداب التي كان يدعو إليها عليه السلام، فمن ذلك ما رواه عبد الله بن المبارك عن سفيان بن عيينة عن خلف بن حوشب قال: قال عيسى للحواريين: كما ترك لكم الملوك الحكمة فكذلك فاتركوا لهم الدنيا.
ومنها ما قاله ابن وهب عن سليمان بن بلال عن يحيى بن سعيد قال كان عيسى يقول: اعبروا الدنيا ولا تعمروها. وكان يقول: حب الدنيا رأس كل خطيئةٍ والنظر يزرع في القلب الشهوة.
وقال سفيان الثوري، قال عيسى ابن مريم: لا يستقيم حب الدنيا وحب الآخرة في قلب مؤمن، كما لا يستقيم الماء والنار في إناء. وقال أبو مصعب عن مالك: قال عيسى ابن مريم عليه السلام: لا تكثروا الحديث بغير ذكر الله، فتقسوا قلوبكم، فإن القلب القاسي بعيد من الله ولكن لا تعلمون، ولا تنظروا في ذنوب العباد كأنكم أرباب، وانظروا فيها كأنكم عبيد فإنما الناس رجلان معافى ومبتلى، فارحموا أهل البلاء، واحمدوا الله على العافية.