تقوم العقيدة الإسلامية على أسس ثابتة وتستمد أصولها من مصادر سليمة، وهي عقيدة تعتمد الانقياد لله عز وجل، ولرسوله محمد _صلى الله عليه وسلم_، وتتميّز بوضوح مضامينها وأسس الإيمان بها، فهي واضحة بما يتناسب مع عقل الإنسان السليم، ويتوافق مع الفطرة القويمة التي خُلق عليها الإنسان، ولا بدّ من التأكيد على أنّ العقيدة في الإسلام تتميّز بمجموعة من الخصائص، سنذكر لك عزيزي القارئ بعضها في هذا المقال.
خصائص العقيدة الإسلامية:
العقيدة الإسلامية علمية قلبية:
العقيدة في الإسلام هي ليست أعمال يتكلف بها المسلم، وإنما هي أصول علمية، يجب على المسلم الإلمام بها علمياً، واعتقادها في قلبه، قال تعالى: “آمَنَ الرَّسُولُ بِمَا أُنزِلَ إِلَيْهِ مِن رَّبِّهِ وَالْمُؤْمِنُونَ كُلٌّ آمَنَ بِاللَّهِ وَمَلائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ لاَ نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِّن رُّسُلِهِ وَقَالُواْ سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا غُفْرَانَكَ رَبَّنَا وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ” (سورة البقرة آية 285).
والعقيدة الإسلامية وصلت إلى الناس بطرق غيبية، ومعلومات أساسها صحيح، وأصلها ما أخبر به عن الله تعالى ورسوله الكريم، ويجب على المسلم أن يعقد قلبه على هذه المعلومات، ويوثق بها تصديقاً لله تعالى والرسول _صلى الله عليه وسلم_؛ ليصل إلى درجة الإيمان.
وذكر الرسول _صلى الله عليه وسلم_ وسيلة تحقق الإيمان في قلب المسلم، بما جاء به جبريل _عليه السلام_، حيث قال: “الإِيمَانُ أَنْ تُؤْمِنَ بِاللهِ وَمَلَائِكَتِهِ، وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ وَلِقَائِهِ وَتُؤْمِنَ بِالْبَعْثِ الآخِرِ” حديث متفق عليه.
العقيدة الإسلامية يقين لا تقبل الشك:
لتحقيق معنى العقيدة الإسلامية بأصولها، يجب على المسلم أن يعتقدها ويصدقها تصديقاً جازماً، ويوثق بها بقين، دون اختلاط ذلك بالشك أو الريب، فلو اختلطت هذه الأصول بالشك في نفس المسلم لأصبحت ظنوناً وليس عقيدة. والعقيدة في اللغة تعني الاعتقاد والتصديق بالأمور، دون قبول أي شك في نفس أو عقل المعتقِد.
وجاء في القرآن الكريم الكثير من النصوص، التي تدل على أن العقيدة الإسلامية هي يقين لا تقبل الشك، منها قوله تعالى: “رَبَّنَا إِنَّكَ جَامِعُ النَّاسِ لِيَوْمٍ لاَّ رَيْبَ فِيهِ” (سورة آل عمران، آية 9)، وقوله تعالى: “إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ ثُمَّ لَمْ يَرْتَابُوا”. (سورة الحجرات، آية 15).
العقيدة الإٍسلامية غيب غير منظور:
إنّ الأمور التي يجب على المسلم أن يعتقدها ويُصدّقها هي أمور غيبية، لا يمكن رؤيتها أو إحساسها فهي ليست منظورة، كما كانت هي الأمور المقصودة في قوله تعالى: “الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ وَيُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنفِقُونَ” (سورة البقرة، آية 3)، حيث مدح الله تعالى المؤمنين بإيمانهم بالغيب، ويشمل اعتقادهم بوجود الله تعالى، وتصديق ما جاء به الرسول _عليه الصلاة والسلام_ من حقائق تتعلق بالأمور الغيبية.
فالمسلم لا يرى الله تعالى ولا الملائكة ولا يعلم بموعد اليوم الآخر، فكلها أمور غيبية لا يراها المسلم، وإنّما يعتقدها ويؤمن بها، ورغم أنّ الرسل والكتب يمكن النظر إليها ومشاهدتها، لكن الإيمان بها يرتبط بالإيمان بالغيب، والغيب هنا يكون بنسبتها إلى الخالق عز وجل، فقد بعث الله تعالى الرسل والأنبياء، وأنزل الكتب السماوية من عنده وبكلامه عز وجلّ.