من علامات الساعة التي لم تقع - حصار المدينة

اقرأ في هذا المقال


من علامات الساعة التي لم تقع – حصار المدينة:

أولاً: عن ابن عمر رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلم: “يوشك المسلمون أن يُحاصروا إلى المدينة حتى يكون أبعَ مسالحهم سلاح. قال الزُهري: وسلاح قريب من خيبر” أخرجه أبو داود.
إن الحديث الكريم يُشير إلى كمال تضييق الكفار على المسلمين، ويكون ذلكَ إلى درجةٍ أنهم يُلجئوهم إلى مدينة رسول الله صلّى الله عليه وسلم في آخر الزمان محاصرينَ لها، ويكون أبعد ثغور المسلمين ثغر بمنطقة سلاح القريبة من خيبر، ومنطقةُ خيبر بعيدةً عن المدينة المنورة قرابةً المائة وستين كيلو متر فقط، مما يشير إلى قرب الأعداء من المدينة المنورة، وفي الحديث إشارة إلى أن الأعداء يقصدون إيقاع المحاصر والتضييق على المدينة نفسها.
أن توقيت الحصار هذا غير معلوم، وأشار البعض إلى أنه يكون في زمان الدجال، وممن أورد هذا الاحتمال هو الشيخ عبد الحق الدهلوي حيث يقول: الظاهر أنّ هذا إخبار عن حال المسلمين زمن الدجال حين يأزرُ الإسلام إلى المدينة المطهرة، أو يكون هذا في زمانٍ آخر، وهذا القول الذي أورده الدهلوي رحمه الله محتمل ويعزرهُ من جهة أن لفظة مسالح أيضاً ذكرت في أحاديث الدجال وأريد بها مسالحُ الدّجال، أي طليعتهُ الكشفية وكأن هذه اللفظية من مصطلحات ذلك العصر، ووفق هذا التوجيه يمكن القول أن المسلمين في البداية يتصورون أنهم يستطيعون مواجهة الدّجال، ثم يظهر لهم أنهم لا طاقة لهم بذلك، فيفرون إلى المدينة، عندما تتولى الملائكة نفسها حفظ المدينة المنورة شرفها الله.
إنّ هذا التوجيهُ مبنيٌّ على صحة فرضية الشيخ الدهلوي رحمه الله، وفي ظن البعض أنّ هذا الاحتمال ضعيف من عدةِ وجوه منها، أنه ثبت أن المسلمين يتحصنون بالمدينة نفسها، ولم يُذكر في الأحاديث الدالة على ذلك أي مواجهة مع الدّجال، بل لا تكون المواجهة إلا في فلسطين، كذلك المعهود في هدي النبي عليه الصلاة والسلام بخصوص الدّجال أنّ كل حدث يتعلق به كحصارٍ أو تجويعٍ أو حروب لا بدّ أن يذكر اسم الدّجال في الحديث، أما الأحاديث العارية عن ذكر الدّجال، فهي في الغالب تشير إلى علامات مستقلة عن زمن الدجال، لذا يمكن القول أن ذكر الحديث كعلامةٍ مستقلة يوحي بأنه يُراد به عدو آخر، لذا نجد الشيخ الدهلوي يختم كلامه بقوله : أو يكون ذلك في زمانٍ آخر، وهذا يجعلنا أن نتصور احتمالٍ آخر له علاقة بواقعنا المعاصر
فمن المعلوم أن هناك أطماعاً لليهود في خيبر على وجه الخصوص، وخريطَتهم الموهومة لدولتهم تدرج خيبر فيها، والمؤتمرات في الوقت الحاضر على وجه الخصوص تُحاكُ لتفتيت الدول العربية، بحيث تتحول كل دولةٍ إلى عدة دويلات، ونسمعُ أن من الدول الأولى المستهدفة في ذلك هي مصر والسعودية.
فهل يحتمل الأمر أن تقع مثل هذه التجزئة، فيترتب عليه أن تجر إلى حروب جديدةً تتذرع من خلالها إسرائيل بمسألة الأمن وحفظ الحدود فتتوسعُ تلك التوسعة من ناحية الجنوب والأمر محتمل والمؤتمرات الحالية تعززه ونسأل الله الحفظ لجميع بلاد المسلمين.


شارك المقالة: