من علامات الساعة - خراب الكعبة

اقرأ في هذا المقال


من علامات الساعة – خراب الكعبة:

أولاً: عن أبي سعيد الخُدري رضي الله عنه عن النبيّ عليه الصلاة والسلام قال: “ليُحجّنّ البيتُ وليُعمرنّ بعد خُروج يأجوج ومأجوج”.
شرح الحديث:
إنّ هذا الحديث فيه إشارة واظحة إلى أنّ الحبشة لا يخربون الكعبة إلا في آخر الزمان بعد يأجوج ومأجوج، وذكرت سابقاً أنّ عيسى عليه السلام يحج ويعتمر من ناحية الروحاء وهذا حاصل أيضاً بعد يأجوج ومأجوج، ويحتمل أنّ يكون هذا الحدث بعد خروج الدّابة وطلوع الشمس من مغربها؛ حيث تبدأ إرهاصات النهاية، أولها خرابُ البيت، ثم رفع القرآن، ثم الريح اللينة التي تقبض الأرواح المؤمنة، ثم لا يبقى إلا شرار الخلق.
ثانياً: عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي عليه الصلاة والسلام: “قال يُبايعُ لرجلٍ بين الركن والمقام ولن يستحلّ البيت إلّا أهلهُ فإذا استحلوهُ فلا تسأل عن هلكة العرب ثم تأتي الحبشةُ فيُخربونه خراباً لا يعمرُ بعدهُ أبدّاً وهم الذين يستخرجون كنزهُ”. أخرجه أحمد.
شرح الحديث:
إنّ هذا الحديث تضمن ثلاثة أمور تتعلق بالبيت:
الأولى: بيعة لرجل بين الركن والمقام، ويُراد بها بيعة المهدي.
الثانية: إنّ استحلال البيت لن يقع إلا من أهل الإسلام، أو من المنتسبين إليه لا من الملل الأخرى، وهذا من دلائل نبوة محمد عليه الصلاة والسلام، حيث وقع استحلال البيت البيت في عهد الأمويين، وفي زمن القرامطة، وقد بين الحديث أن هذا الاستحلال سيكون مؤذياً بهلاكِ العرب بعده، وهذا وقع أيضاً.
الثالثة: هي أن هدم البيت واستباحته وسلب كنزهُ سيكون على يدّ الحبشة بين يدي الساعة، وهذا الخراب إذا وقع قلن يعمر بعده البيت أبداً مما يشير إلى أنّ وقوع الحدث سيكون بعد يأجوج ومأجوج.
عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي عليه الصلاة والسلام قال: “يُخرب الكعبة ذو السويقتين من الحبشة” رواه البخاري.
عن أبن عباس رضي الله عنهما عن النبي عليه الصلاة والسلام قال: “كأني به أسود أفحج يقلعُها حجراً حجراً”
وعن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما قال: سمعتُ رسول الله عليه الصلاة والسلام يقول: “يُخرب الكعبة ذو السويقتين من الحبشة ويسلبها حليتها ويُجردها من كسوتها ولكأني أنظر إليه أصيلع أفيدع يضربُ عليها بمسحاتهِ ومعوله”. أخرجه أحمد.
شرح الأحاديث:
إنّ هذه الأحاديث تُشير إلى أنّ الذي يهدم البيت هم الحبشة، وقد بينت الآثار أنّ الذي يتولى كبر هذا الجرم هو الرجل هو رجل حبشي أسود أصلع أفحج، وصفة النبي عليه الصلاة والسلام بأنه ذو السويقتين، وقد جاءت كثير من أوصاف هذا الرجل بصيغة التصغير تحقيراً له، وهذا الرجل ينقض الكعبة حجراً حجراً بمعوله ومسحاتهِ، وهذا التوصيف الدقيق لعملية هدم الكعبة يراد منه بيان عظم الجرم الذي سترتب عليه بعد ذلك الفناء.
إنّ الملاحظ أن فكرة هدم الكعبة في الماضي كانت من نصيب أهل الحبشة أيام أبرهة، ولم يتم لهم ذلك بحفظ الله لها، وفي الزمان يتم هدم البيت على يد الحبشة أنفسهم، وكأنهم توارثوا فكرة هذا الجرم، وتم لهم ذلك عند انتهاء أجل البيت الحرام في الأرض، وبهدم أول بيت وضع للناس هدمت كل معاني بقاء البشرية على الأرض، لذا تتسارع أحداث النهاية بعد ذلك. لم تبين الأحاديث في آخر الزمان لهدم البيت، ولعلها شبيهة بدوافع أبرهة، حيث تعود الجاهلية كهيئته الأولى.


شارك المقالة: