من علامات خروج الدجال – حصول القحط:
عن أسماء بنت يزيد رضي الله عنها قالت: كنّا مع النبي عليه الصلاة والسلام في بيته فقال: “إذا كان قبل خروج الدّجال بثلاث سنين حبست السماءُ ثُلث قطرها، وحبست الأرض ثلث نباتها، فإذا كانت السنة الثانية، حبست السماءُ ثلثي قطرها، وحبست الأرض ثُلثي نباتها، فإذا كانت السنة الثالثة حبست السماء قطرها كلّه، وحبست الأرض نباتها كلّه، فلا يبقى ذو خُفّ ولا ظلف إلا هَلَكَ”. أخرجه أحمد.
إنّ هذا الحديث يُشير إلى تغيرات مناخية ملحوظة على مدى ثلاث سنوات، بما يترتب عليه المحل والمجاعة، وهذا يتناسب مع خروج الدّجال وفتنته، وهذه المرحلة تكون فيما بين الملحمة العظمى وفتح القسطنطينية، حيث تبدأ الإرهاصات المعززة لفتنة الدّجال بالظهور بشكل تدريجي.
والمعلوم أنّ هذه المرحلة هي مرحلة بناء العالمية الثانية للإسلام، ويتضح من الآثار أنّ عملية البناء بعد الانتصارات تتمخض عن بعض الشدائد من باب الابتلاء، وهي أشبه بمرحلة طالوت التي نال الجيش فيها جهده وبلغ فيه العطش مداه قبل أنّ يبلغ النهر ليكتمل الابتلاء بالتضييق عليه بأمر رباني يحدد مستوى الشرب منه من باب الاختبار.
– جاء في حديث تميم وسؤال الدّجال لهم حيث قال: “أَخْبِرُونِي عن نَخْلِ بَيْسَانَ، قُلْنَا: عن أَيِّ شَأنِهَا تَستَخبِر؟ قالَ: أَسْأَلُكُمْ عن نَخْلِهَا، هلْ يُثْمِرُ؟ قُلْنَا له: نَعَمْ، قالَ: أَما إنَّه يُوشِكُ أَنْ لا تُثْمِرَ، قالَ: أَخْبِرُونِي عن بُحَيْرَةِ الطَّبَرِيَّةِ، قُلْنَا: عن أَيِّ شَأْنِهَا تَسْتَخْبِرُ؟ قالَ: هلْ فِيهَا مَاءٌ؟ قالوا: هي كَثِيرَةُ المَاءِ، قالَ: أَما إن مَاءَهَا يُوشِكُ أَن يَذهَبَ، قالَ: أَخْبِرُونِي عن عَيْنِ زُغَرَ، قالوا: عن أَيِّ شَأْنِهَا تَسْتَخْبِرُ؟ قالَ: هلْ في العَيْنِ مَاءٌ؟ وَهلْ يَزْرَعُ أَهْلُهَا بمَاءِ العَيْنِ؟ قُلْنَا له: نَعَمْ، هي كَثِيرَةُ المَاءِ، وَأَهْلُهَا يَزْرَعُونَ مِن مَائِهَا”.
شرح الحديث:
إنّ هذا الحديث يشير إلى بعض علامات خروج الدّجال، وعامتها في بلاد فلسطين، لعل هذه العلامات لها علاقة بالجفاف الذي سيحل بالأرض حتى يستفيد ماء البحيرات كبُحيرة طبرية، ويستفيد المياه الجوفية كعين زغر، ويُؤثّر على أكثر النبات تحملاً كنخلِ بيسان، وذكر هذه العلامات على وجه الخصوص لتميم رضي الله عنه ومن معه لأنهم من أهل هذه الأماكن، والحديث الذي سبقه يشير إلى أنّ حالة القحط تكون عامة.
كذلك هذه العلامات يعانيها أهل الشام على وجه الخصوص، وهم في تلك المرحلة يمثلون بيضة المسلمين ورمز قوتهم وعقر دارهم كما بينت في فصل المهدي.