أفلمة الصوت في علم فن الإلقاء الإعلامي

اقرأ في هذا المقال


كل ما في الطبيعة من أشياء، أمَّا ثابتة أو متحركة لها الصوت الذي تعمل على إصداره، إمَّا بنفسها أو بواسطة تحريكها من قِبل شخص معين، كما وأنَّ كل حدث ذو طابع صوتي لا ترافقه صورة فإنَّ العقل البشري يعمل على رسم صوره له في ذهنه ومخه، بحيث تتلاءم وتتناسب هذه الصورة من الصوت الذي تم سماعه.

ما المقصود بأفلمة الصوت في علم فن الإلقاء الإعلامي

يعتبر الصوت الذي يقوم جسم ما على إصداره عبارة عن وسيط ذو طابع مادي يرى من خلاله الكائن البشري مكان مصدر الصوت، وهذا من خلال:

  • إمَّا من خلال البعد النفسي الذي يُثير سماعه.
  • أو من خلال العمل على متابعة الزوايا والاتجاهات التي قد جاء منها الصوت” المصدر“.

كما وتعتبر الصورة في عملية فن الإلقاء الإعلامي والإذاعي بشكل عام هي عبارة عن وسيط ذو طابع سمعي يغلب عليه، وهو وسيط مجازي ومادي أيضاً، ومن خلال الصورة فإنَّ الجمهور المتلقي يستدل بتفاصيلها وهذا على الأصوات التي تعمل في نهاية الأمر علو إكمال التفاصيل تلك.

ويظهر منا سبق ذكره إذاً أنَّ الصورة لا تستغني بتاتاً عن الصوت، فهما مع بعضهما يعملان على تشكيل الإعلام التي تُعرف باسم” لغة الإعلام السمع بصرية“، حيث يمكن تعريف هذه اللغة على أنَّها: لغة فنية مركبة ومتنوعة من حيث المصطلحات والمفاهيم والمعاني كما وتعتبر هذه اللغة من اللغات ذات التأثير الشديد وهذا على حسب الصياغات ذات الطابع الفني المختلف والتي تكمن وتتجلى فيها”.

ويُشير مصطلح ومفهوم أفلمة الصوت على أنَّه:” أحد المفاهيم والمصطلحات التي تنتمي وهذا إلى كل من تقنية مشاهدة الصوت إلى جانب تقنية الصورة المسموعة، وهذا يُعني العمل على توليف المادة ذات الجانب الفلمي التي هي الصور وهذا مع المادة الصوتية وهذا على النحو الذي يعمل على إعطائها ذلك الإطار الواقعي المتكامل والمنسجم وهذا ضمن علاقة متوازية تغلب عليها المنطقية وهذا ما بين البعد المرئي والبعد الصوتي على حدٍ سواء”.

ولكن فيما سبق فإنَّ علاقة التوازي لا تُعني أن تكون الأصوات المتعلقة بالأحداث والوقائع وكأنَّها مجرد نتيجة طبيعية من نتائج الصور المتوافرة والمعروضة على الجمهور المتلقي، وإنَّما لا بُدَّ وأن يكون على النحو الآتي:

  • موضوعاً.
  • مصدراً.
  • محركاً للحدث.
  • عنصراً من عناصر الحدث الدرامية.

حيث أنَّ الطريقة المعروضة فيما سبق تعمل بدورها في علم فن الإلقاء الإعلامي والإذاعي على زيادة تفعيل التعبير وهذا عن كل من الصوت وكذلك التعبير عن الصورة بحيث يُعبران عن بعضهما البعض بطريقة أو بأخرى وبشكل خاص إذا تزامنا هذان الجانبان مع بعضهما، وهذا على اعتبار أنَّ كل الحالات الشاذة عن هذا التوافق أو التزامن ما بين الصورة والصوت يعتبر من:

  • الحالات الخاصة.
  • الحالات فانتازية.
  • حالات تجريبية فلسفية، وهذا كما يحدث في الأفلام الكوميدية أو أفلام الخيال العلمي وكذلك في موسيقى الوسائط الإلكترونية، وأخيراً في الفيديو كليب وغيرها من الفنون تلك.

متى يكون التنافر والتضاد مطلوب في علم فن الإلقاء والتقديم الإعلامي؟

في بعض الأحيان فإنَّ ما يُعرف بالتضاد أو التنافر أو عدم التوافق والملائمة والتزامن يكون مطلوباً؛ ويرجع السبب في هذا إلى العمل على تكوين النسيج ذو الطابع الصوتي المرئي يعمل بدوره على خلق حالة من الحالات التي تتصف بعمقها الفني وهذا ما بين الصوت والصورة.

كما وأنَّ ذلك الأمر يرجع إلى استدعائه للمشاعر والأحاسيس ما كانت لتظهر بدون هذا التضاد، إذاً التضاد عمل على خلقها وإنشائها، حيث أنَّ هذا الأمر بعمل بدوره على إحداث التفسير المتبادل فيما بين الصوت والصورة وهذا من خلال الأسلوب التراكمي الذي تكون فيه الصورة في العنصر الأصلي والصوت هو عبارة عن صوت تابع، أو من خلال الأسلوب ذو الطابع التشابكي الذي يكون الصوت والصورة هو أساس لهما كما وأنَّه مفسر لهما وهذا تبعاً للبناء الفني للعمل.

يظهر مما سبق ذكره أنَّ المُقدِّم الإعلامي والمُلقي المُذيع عندما يطهر للجمهور المتلقي من خلال التلفاز كأحد وسائط ووسائل الإعلام المرئية حتى وإن كان يتكلم بلغة الإشارة فإنَّ المشاهد له يعمل على تكوين الصوت في مخيلته وذهنه ومخه تبعاً للحركات الجسدية وإيماءات الوجه التي يقوم المُقدِّم على إظهارها للجمهور المتلقي.

يتضح مما سبق ذكره أنَّ عنصر الصوت والصورة في علم فن الإلقاء الإعلامي والإذاعي هما عنصران رئيسيان يعملان على توصيل المعلومات إلى الجمهور المتلقي إما من خلال الصوت أو من خلال الصورة اللذان يُحدثان التأثير على وقع ونفس المشاهد والمستمع على حدٍ سواء.


شارك المقالة: