من الأمور التي يجب أن ينتبه إليها الفرد الإعلامي أو الملقى المقدم المذيع هي الهيئة والحضور الذي يؤثر تأثيراً كبيراً على المتلقي بدرجة عالية جداً، حيث أنَّ للهيئة والحضور أو الحركات الجسدية أو الجسمية والايماءات الكثير من الأدوار التي تؤدي به الإعلامي لأن يصبح إعلامياً ومقدماً وملقياً ناجحاً، في هذا المقال سوف نتناول الحديث بشكل هام عن عنصر الهيئة والحضور بالنسبة للإعلامي الملقى المذيع.
أهمية الهيئة والحضور بالنسبة للفرد الإعلامي الملقي
السؤال الذي لابد من طرح هو هل يوجد الحضور مع الشخص أو يمكن توليده؟
لا خلاف بأن هنالك من يمتلك عنصر الحضور بدون أن يقوم بذلك الجهد الكبير الذي يتطلبه منه، ولكن ماذا عن بقية الأشخاص الذين لا يمتلكون حضورا ويريدون أن يمتلكوا الحضور لكي يؤثروا على الجمهور المتلقى؟
لا بُدَّ من قيام الفرد الإعلامي ببعض من التمرينات أو ببعض من الجهد الذي يؤدي به إلى تلك الهيئة والحضور القوي والمؤثر على المستهدفين بشكلٍ عام، حيث يُعد الحضور والحالة الجسدية اكثر تأثير من الحالة المعنوية ولهذا يمكن توليدها.
لكي يكون الإعلامي إعلامياً وملقياً من الناحية الجسدية لا بُدَّ له من القيام ببعض الأمور التي تؤدي بالجمهور بالوثوق به كإعلامي بحد ذاته و تلك الأمور نذكرها في هذا المقال على النحو الآتي:
- أولاً: أن يقف الإعلامي أمام الكاميرا أو أمام الجمهور المتلقي بذلك الوقوف الذي يتصف في الوزن متساوي على القدمين.
- ومن ثم يرفع القفص الصدري ويعمل على شدة عضلات بطنه الطريقة التي يظهر فيها أمام الكاميرا بدون تقوس الظهر بأي شكل أو من خلال العمل على شدة الكتفين.
ولهذا فإنَّ كافة الأمور التي قد ذكرت سابقاً تعطي للملقي الإعلامي ذلك الإحساس بالسلطة والقوه كذلك، وبالتالي هذا هو الانطباع الذي سوف يتم لدى المتلقي المستهدفين، لهذا فإنه سوف يكون نتيجة للقيام بتلك الأمور توافر التوتر الحيوي والإيجابي والمرغوب وهذا في العضلات وليس ذلك التشنج المزعج.
لكي يصبح الإعلامي إعلامياً مؤثراً على الجمهور المتلقي يجب أن يقوم بالإنصات عند الإجابة على أسئلة الجمهور، وهنالك الكثير من الأخطاء التي يقع فيها المستمع كأن يقوم بتجهيز الرد أثناء الاستماع إلى الكلام أو عدم فهم وجهة نظر الشخص المتحدث الملقى ومحاولة العمل على تفسير الكلام بطريقة الغير مناسبة وغير التي يريدها المتحدث بوصولها إليهم.
وحتى لا يقع الإعلامي بتلك الأخطاء يجب أن يقوم ببعض من النقاط، وهي:
أولاً: أن يصغي الإعلامي إلى الجمهور المتلقي وإلى اسئلته بدون مقاطعة.
ثانياً: يجب على المذيع أن يفهم وجهة نظر الشخص الذي يسأله السؤال، وبعد ذلك عندما ينتهي المتكلم من كلامه يجب على المذيع أن يختصر كلامه بقوله ما فهمته من كلامك كذا وكذا وكذا.
ثالثاً: من المهم جداً أن لا يظهر المذيع أو الملقى الإعلامي أمام الجمهور المتلقى بأنه متوتراً أو مرتبكاً، بل يجب عليه أن يظهر أمامهم بوثوق تمام و أن يكون ملماً بالموضوع الذي يتحدث عنه.
رابعاً: من الممكن أن يتم الحكم على الملقى المذيع الإعلامي من قبل الجمهور المستهدف أو من قبل الجمهور المتلقي وهذا من خلال المظهر أو التصرفات، ولهذا فيجب على الملقى الإعلامي أن يعطي الانطباع الحقيقي عن نفسه من خلال تصرفاته الطبيعية وبدون تكلف أو عناء أو جهد يبذله.
المقدم الإعلامي أو الملقى هو عبارة عن ذلك الوسيط الذي يتم من خلاله العمل على نقل الرسالة الإعلامية حيث ويتم نقل هذه الرسالة بأفضل شكل ممكن وهذا من خلال الأداء المهني المناسب الذي يتصف بالإيجابية إلى جانب الكلام السليم والواضح وكذلك المعرفة والإلمام بالموضوع أو المعلومات التي يتكلم عنها، ويتم نقل هذه الرسالة من خلال الانطباع الذي يتركه الملقى لدى الجمهور المتلقي الذي يساعده بدرجة كبيرة على نقل الرسالة بفعالية و تأثير كبير جداً عليهم.
ولهذا يجب على المتحدث قبل عقد أي لقاء مع الجمهور المستهدف أن يعمل على مراجعة كافة الملاحظات السابقة ومن ثم عاد بناءً على هذا سوف يقرر كيف يمكنه أن يستخدم التعبير الجسدي لكي يعمل على تدعيم رسالته الإعلامية، حيث أشارت الدراسات الإعلامية إلى إلى أنه عدم التعبير من خلال الوجه سوف يؤدي إلى ملل جمهور من المتحدث في البداية ومن ثم من الموضوع الإعلامي ومن ثم الأعراض بشكل كامل عن البرنامج الإعلامي الذي يقدمه المتحدث.
وتبعا لما سبق ذكره يتضح لنا أنَّ عنصر الهيئة والحضور الإعلامي بالنسبة للمتحدث الإعلامي هو عنصراً ذو درجة عالية من الأهمية وهو عنصر مؤثر وفعال جداً على الجمهور.