البرامج الحواريّة في الإذاعة والتلفزيون:

اقرأ في هذا المقال


أولاً: المقابلة الإذاعية والتلفزيونيّة:

تحتّل برامج الحوار أو المقابلة نسبة لا بأس بها من وقت الإرسال اليومي في كل إذاعة من الإذاعات، حيث تكون بعض هذه المقابلات قصيرة لا تتجاوز عشر ثواني وبعضها قد يخصَّص لها ساعة أو أكثر، فالمقابلة تخضع للتحكُّم، السيطرة، الإعداد والترتيب وهو ما لا تخضع له المحادثة.
إنَّ مفهوم المقابلة في الإذاعة والتلفزيون يقصد به هو نوع من البرامج الذي يلتقي فيه المذيع مع شخص آخر ليجري معه حواراً حول موضوع من الموضوعات التي تهمّ المستمعين أو المشاهدين، فيقوم بتوجيه الأسئلة التي تتصل بهذا الموضوع ويتلقَّى الإجابة عليها.
يرى البعض أنَّ المقابلة ليست إلَّا هدفاً أو غرضاً من أغراض المحادثة، ومن ثمَّ فإنَّ المقابلة النموذجيّة تشمل على العديد من الخصائص كالإنسانيّة وتبادل الرأي أو الحديث طبيعي.

أشكال المقابلة الإذاعية والتلفزيونية:

  1. المقابلة المتعلقّة بالواقع:

    فهي نوع من المقابلات التي تكون قصيرة حيث لا تزيد مدّتها عن 30-40 ثانية، وبعضها قد يصل إلى دقيقتين وذلك يعتمد على نوع الموضوع سواء كان مهم أو معقّد، وعليه تخضع هذه المقابلات لعملية المونتاج لكي تتاح فرصة الظهور لأكثر من شخص يتحدّث كل منهم جملة أو جملتين ويشتركون جميعهم في موضوع واحد.
  2. المقابلة الاستعراضيّة:

    فهي مقابلة تنفَّذ بالراديو أو التلفزيون وقد تكون كليّة فتستغرق الوقت كلّه أو تتركب من أشكال متنوعة من مثل الأخبار ويمكن تنفيذ هذا النوع من المقابلات من داخل قاعات العرض بالمسارح وغيرها.
    فتكون مدّتها تصل إلى 15-30-60 دقيقة وبعضها يصل إلى 90 دقيقة وفي هذه الحالة ينبغي التدقيق في اختيار الضيف الذي يستحق أن يمنح مثل هذا الوقت.
  3. الفيلم التسجيلي:

    يستخدم هذا النوع من المقابلات في التلفزيون فقط فهي مقابلة تسجيل على فيلم أو شريط فيديو وتتخللها لقطات تتصل بموضوع المناقشة، وعليه من الممكن استضافة ضيف واحد أمَّا عندما يكون موضوع الفيلم ذات قضية أو مشكلة تستحق التسجيل، فيمكن إجراء المقابلة مع ستَّة أشخاص إذا كان الوقت المخصَّص في حدود 30 ثانية.
  4. الحديث الاستعراضي:

    وهي المقابلة التي تجري مع ضيف البرنامج داخل الأستديو وهذا ما يحدث في الغالب أو تجري معه تلفزيونياً إذا كان موجوداً في مكان بعيد عن المحطة.
  5. السرد التاريخي:
    وهي نوع من المقابلات يستخدم فيها المذيع الذي يجري المقابلة فيلم أو الفيديو والشريط الصوتي ليسجل المعلومات فيعيد جمعها من الأشخاص بحيث تتعلق بتجارب أو أحداث وقعت أو مذكرات.

ثانياً: المناقشات

إنَّ مفهوم المناقشات و الندوات هي تلك البرامج التي تلتقي فيها مجموعة من الأشخاص المختصين لبحث موضوع معين وتناوله من كافة الجوانب، سواء اتفقت آراء المشاركين ووجهات نظرهم أو اختلفوا فيما بينهم.
فالفرق بين برامج الندوات والمناقشات هو أنَّ الندوات يلتقي فيها أكثر من شخص لمناقشة الجوانب المختلفة لموضوع معين دون اختلاف أو تعارض لوجهات النظر أي أنَّ كلَّاً منهم يتناول بالشرح والتفسير جابناً من جوانب الموضوع يكمله.
تهدف المناقشة إلى تبادل الآراء ووجهات النظر حول الموضوعات والقضايا المثارة في الساحة، ممّا يدفع المستمعين إلى التفكير سواء كانت المناقشات جادّة أو خفيفة.

أهداف المناقشات والندوات:

  1. شرح وتفسير الأخبار بما يساعد على تكوين رأي عام ووجهات نظر محدَّدة حيالها.
  2. تقديم المعلومات والحقائق إلى الناس بطريقة مبسَّطة وقريبة إلى نفوسهم تغلب عليها التلقائية والعفوية.
  3. ازدياد ثقة المتلقي وقناعته نظراً لإحساسه بالمشاركة أو أنّه يحصل على الأخبار من مصدرها مباشرة، دون وجود وسطاء في نقل الخبر خاصَّة إذا كانت هنالك تصريحات للمسؤولين وردت على لسانهم أثناء المناقشة.

علاقة الندوة والمناقشة بالخبر:

قد يبدو لأول وهلة لا توجد ثمَّة علاقة بين الخبر وهذا النوع من البرامج الإذاعية لأنَّ ذلك بعيداً جداً عن الصواب، فمثل هذه البرامج يمكن أن تستضيف عدداً من الشخصيات الهامَّة من المسؤولين أو المتخصِّصين ذوي علاقة بالأحداث الهامَّة الجارية.
وعليه تتعرَّض هذه التصريحات لشرح وتفسير عدد من الأخبار فضلاً عن إمكانيّة الحصول على أخبار جديدة تذاع في نفس الوقت، فتصبح برامج المناقشات والندوات برامج وطيدة الصِّلة بالعمل الإخباري ليس في مجال الشرح والتفسير فقط وإنَّما في مجال صنع الأخبار واستيفائها من مصادرها.

مفهوم الحوار الدائري:

يعتبر شكل من أشكال الحوار الإذاعي والذي فيه عادة ما يطرح الإذاعي سؤالاً واحداً على كل شخص مشترك في الحوار وتنقل الإجابات واحدة بعد الأخرى، فهي من أحسن الوسائل في وجهات النظر الإذاعية وأكثرها تأثُّراً في معالجة الموضوعات الجادة التي تكوِّن حولها الآراء ووجهات النظر.


شارك المقالة: