من أسباب نجاح عملية الإلقاء الإعلامي والإذاعي بشكل خاص هو تمكُّن الفرد الملقي من كافة أركان وعناصر علم فن الإلقاء الإعلامي والإذاعي، حيث يعتبر الصوت من أهم العناصر والأركان التابعة لهذا العلم، الذي يعمل بدوره في التأثير على الجماهير المتلقية للرسائل الإعلامية بشكل عام، كما وأنَّ الصوت يعمل بأحداث التغييرات على كافة ما يتبناه الفرد المتلقى من الأفكار والاتجاهات والآراء الخاصة به، ففي هذا المقال سوف نتناول الحديث عن أهم التمارين التي من خلالها يقوم المتدرب الإعلامي والملقي بصقل وتطوير صوته من الناحية الإلقائية.
ما هي التمارين الخاصة في صقل وتطوير الصوت الإلقائي
لكي يصل الإعلامي الملقى إلى ذروة النجاح في عملية الإلقاء الإذاعي بشكل خاص لا بُدَّ له من أن يقوم بالتدرب والتمرن على البعض من التمرينات الخاصة بصوته لكي يصبح صوته صوت ملقي ناجح وجيد.
عندنا يتم إلقاء موضوع معين إلى الجماهير المتلقية فإن الوسيلة الوحيدة فقط لذلك هي الصوت الذي يمتلكه المُلقي، حيث يعتبر صوته من الأمور التي يمكن أن يجعل ما يقوله ويتحدث به ذو درجة عالية من الأهمية، أو حتى يجعل ما يقوله بدون أهمية أيضاً، وهذا الأمر الذي يفسر الشعور بالراحة والسعادة والفرح عندما يتم سماع شخص يتحدث وبغض النظر عن ما يقوله من كلمات وجمل أو ما ينطق به، كما ويمكن للكلمات أن تكون في ذات الوقت مزعجة عند الاستماع إليها من شخص وملقي آخر بتلك الطريقة والصوت المختلف تماماً.
وينبغي على المُلقي المذيع الإعلامي أن يتبع بعض من قواعد لتحسين صوته ومن خلال اتباع هذه القواعد يمكنها ضمان تحسين صوته بشكل كامل و ملحوظ، إلى أن يصل إلى تلك الدرجة من الصوت المرغوب، وعلى النحو الآتي نذكر أهم القواعد و التمرينات التي يتم من خلالها تحسين صوت الملقى وصقله:
أولاً: التنفس بشكل عميق.
حيث أنَّ عملية التنفس وطريقة التنفس بالإضافة إلى معدل التنفس والعمق الذي يقوم بتنفسها، جميعها من الأمور التي تؤثر ذلك التأثير الكبير على الصوت، حيث يمكن تعيين إذا كان التنفس للفرد الملقى عميق أم لا وذلك من خلال العمل على مراقبة التنفس، وزمنه ومعدله، حيث يمكن أن يعمل على تحسين معدل التنفس وهذا من خلال اتباع البعض من التمرينات الخاصة بمعدل التنفس.
ثانياً: طريقة الوقوف التي يقف بها الفرد.
حيث أنَّ لطريقة الوقوف أو الهيئة أو الجلوس بشكل عام تلك الأهمية الكبيرة التي تعود على تواجد الراحة في الصوت، وكذلك طريقة التكلم و أسلوب الحديث، حيث ويمكن ضمان هذا الأمر من خلال اتباع البعض من النقاط والانتباه إليها بشكل عام ومن بينها يجب أن تكون واقف براحة على الأرض حتى تعمل على أعضاء الإحساس والشعور بالأمان الذي ينعكس بشكل عام على الصوت ونبراته ودرجاته وطبيعته.
ثالثاً: الإسترخاء.
من بين الأمور المهمة التي تعمل على تحسين الصوت وبالتالي التأثير على الجماهير المتلقية بشكل عام أنَّه بعد التأكد من الهيئة التي يقف بها أو يجلس بها الفرد ينبغي الانتباه إلى أهمية الراحة وكذلك الاسترخاء، حيث أنَّ وجود التوتر والقلق لا يمكن أن يحدث التأثير على الجمهور المتلقى وبالتالي لا يوصل المُلقي رسالته إلى الجماهير المتلقية بطريقة صحيحة ومناسبة.
رابعاً: التمرين على مختلف التدريبات الصوتية.
كالتثاؤب والسعال بهدوء، حيث يعمل التثاؤب على العمل على تمرين ومد أعضاء مختلفة من الجهاز الصوتي الخاص بالكائن البشري، وكذلك وفتح البعض من تلك الأعضاء كالفم والحنجرة والحلق أيضاً، حيث يساعد أيضاً استرخاء هذه العضلات على جعل الصوت أكثر تأثيراً على وقع المستمعين، وهذا الأمر يساعد بدوره على تدريب كافة العضلات وتمرينها فيما يخص كل من الكلام والحديث على حدٍ سواء.
خامسا أن يقوم الملقى بالتدرب على نطق الكلمات المختلفة التي تتصف بأنَّها متشاب، وكذلك ينبغي عليه أن يقول ويتحدث بعبارات كثيرة ومتنوعة ومختلفة دون أن يقف عليها مع أهمية تنظيم التنفس في أثناء الحديث والكلام على وجه الخصوص.
سادساً: أن يصنع وجوه غريبة ومضحكة.
سابعاً: أن يركز على حرف الميم.
وهذا بعد قيامه بكافة التدريبات والعمل على تنشيط عضلات الوجه بشكل الخاص وغيرها من الأعضاء الأخرى الخاصة بالجهاز الصوتي، وبالتالي فإن الوقت قد حان لأن تتعرض هذه العضلات ويكون ذلك من خلال العمل على تلحين حرف الميم.
ثامناً: أن يتجنب ما قد يغضب الحبال الصوتية.
تاسعاً: أن يحصل الملقى على كمية ساعات من النوم والراحة.
بحيث تصل الرسائل إلى الجماهير بأسلوب حيوي به نشاط، حيث هذا بدوره يعمل على جذب انتباه الجماهير المتلقية.
إذاً يظهر مما سبق ذكره آنفا أنَّ هنالك البعض من التمرينات والتدريبات التي تعمل في نهاية العملية الإعلامية على صقل الصوت الخاص بالملقي الإعلامي بشكل عام، وبالتالي فإنَّه بهذا الأمر سوف يحدث التأثيرات على الجماهير المتلقى التي تصل إليهم الرسائل بالطريقة الصحيحة والمناسبه.
