بدأت وكالات الأنباء المنظمة تظهر في أوروبا وأمريكا في القرن التاسع عشر لتلبية الحاجات الإخبارية، التجارية والحكومية وكانت هذه الوكالات قد سبقت المؤسّسات التجارية المختلفة واهتمت بتبادل الأخبار والمعلومات.
حيث تتميّز وكالات الأنباء العالمية بتغطيتها للأنباء عن طريق شبكة كبيرة من المُراسلين الذين ينتشرون في مختلف البلدان فيبعثون بالأخبار إلى مراكز هذه الوكالات، في حين تعمل هذه الوكالات على تجميع المعلومات وإعادة بثّها إلى المشتركين عبر أجهزة الإرسال المباشر.
إنَّ الخدمات التي تقدّمها هذه الوكالات متنوعة فمنها:
أولاً: تقدّم الأخبار التي تعالج الشؤون والأحداث الراهنة والمتخصّصة كالمالية.
ثانياً: تقدّم التحاليل للأخبار ومواجز شاملة لآخر الأنباء والأحداث.
تصنيفات وكالات الأنباء العالمية:
وكالة الصحافة الفرنسيّة(AFP):
وهي امتدادٌ لوكالة هافاس التي تأسَّست عام -1835- واستمرت حتى الحرب العالمية الثانية حيث تأسَّست بعد أنْ تحررت فرنسا من سيطرة ألمانيا حيث أخذ يُشرف على إداراتها مجلس يمثل الصحف، الإذاعة والشعب بالإضافة إلى ممثل عن الوكالة نفسها.
ففي بداية وكالة هافاس كانت تُنقَل المعلومات عبر الحمام الزاجل وكما تمَّ استعمال المرايا أو إضاءة الأنوار في أبراج منتشرة على رؤوس الجبال للإسراع في نقل الأخبار بموجب شيفرة بحيث كانت الحكومة الفرنسية تدعم هذه الوكالة مالياً.
تقدّم هذه الوكالة خدماتها باللغات الفرنسية، العربية والإنجليزية فإنَّ لها ما يزيد عن مئة فرع في الدول الأخرى بالإضافة إلى مكاتبها المنتشرة في فرنسا حيث يعمل فيها رهط كبير من الموظفين والمراسلين كما أنَّ لها (150) مركزاً لتجمّع الأخبار.
وكالة رويتر (R):
أسَّس جوليوس رويتر مكتباً إخبارياً في لندن عام -1851- بعد أن عمل فترة قصيرة في وكالة هافاس الفرنسية في حين أنّه لم تتعامل معه الصُّحف الإنجليزية لاعتمادها على مراسليها وبدلاً من ذلك فلقد تعاملت معه المؤسّسات التجارية الإنجليزية والأوروبية.
فبعد بثِّ رويتر خطاب مهم لنابليون الثالث من مركز وكالته فتحت له الأبواب على مصارعها حيث أقبلت عليه الصحف جرّاء هذا الخطاب فمنذ ذلك الوقت اشترط رويتر على المشتركين أن يذكروا اسمه كمصدر للأخبار التي يأخذونها عن وكالته.
فللوكالة ما يزيد عن ألف مراسل ينتشرون في (150) دولة حول العالم حيث تقدِّم هذه الوكالة خدمات باللغة العربية وتُشرف عليها جمعيتا مالكي الصحف البريطانية، وكالة الصحافة المتَّحدة الاسترالية ووكالة الصَّحافة النيوزيلاندية.
وكالة تاس السوفياتية(TASS):
تأسست عام -1918- وهي وكالة تقدّم خدماتها على الصعيدين المحلي والدولي حيث تخضع لمجلس الوزراء والحزب الشيوعي مقرُّها موسكو لها العديد من المكاتب في مئة دولة تقريباً، حيث تعتبر هذه الوكالة مصدر أساسي للأنباء السوفيتية فهي تدعم أفكار الحزب الشيوعي وتنقلها إلى دول أخرى.
ففي عام -1961- تأسَّست وكالة أخرى وهي وكالة (نوفوستي) بإشراف اتحاد الصحفيين واتحاد الكتّاب الروس حيث تعمل على نشر تحقيقات ومقالات يكتبها كتّاب معروفون في الإتحاد السوفياتي.
وكالة الأسوشيتدبرس(AP):
ترجع أصولها إلى عام -1848- حين أقدمت ستُّ صحف نيويوركية على توحيد جهودها في الحصول على الأخبار والحقائق من السُّفن القادمة من أوروبا ومع استعمال التلغراف توسَّعت خدمات الوكالة فلم تقتصر فقط على مدينة نيويورك.
يزيد عدد المشتركين في هذه الوكالة على عشرة آلاف مشترك في مئة دولة وللوكالة ما يقارب ستين مكتب إضافة إلى ذلك فإنّها تقدّم خدماتها بلغات مختلفة حيث تشتهر ببثِّها للصُّور اللاسلكية.
وكالة اليونايتد برس انترناشونال (UPI):
وجدت هذه الوكالة نتيجة دمج وكالة (UP) يونايتد برس مع وكالة الأنباء الدولية (INS) حيث كان -سكربس- مؤسِّس سلسلة الصُّحف المعروفة باسمه حيث عمل على تزويد صحفه بالأخبار دون الاعتماد على الأسوشيتد برس التي أحتكرت توزيع الأخبار ورفضت تزويد عدد من الصحف بخدماتها.
ففي عام -1958- ظهرت ما يسمَّى بوكالة الأنباء (UPI) وهي شركة تجارية تسعى إلى تحقيق الأرباح من بيع الأخبار، لها ما يقارب (115) مكتب في دول حول العالم ويشترك بها (6000) مشترك حيث تقدِّم إضافة إلى خدماتها الإخبارية خدمة فلمية للتلفزيونات ونشرات مختصِّة بالملاحة والبورصة علاوة على التحقيقات ورسوم الكاريكاتير.
وكالة الأنباء الصينية الجديدة (شينخوا):
إضافة إلى وكالات الأنباء العالمية الخمس التي تعتمد خدماتها معظم وسائل الإعلام في العالم فهنالك وكالة أخرى لا تقلُّ أهمية عنها وهي الوكالة الصينية التي تقدّم خدماتها للصين الشعبية إضافة أنّها تقدّم خدماتها باللغات الأجنبية والعربية ولها مراسلون خارج الصين حيث لا يقتصر دورها على بث الأخبار بل تعمل على إصدار المجّلات والكتب.
وكالات الأنباء المحلية:
فلكل دولة حول العالم وكالة خاصَّة بها تسمَّى بالوكالات المحلية التي تعمل على تقديم الأخبار ونقلها للشعب المحلي وأحياناً للشعوب خارج الدولة فقد تكون هذه الوكالات رسمية أو غير رسمية حيث تحرص على نشر الأخبار المحلية والرسمية التي دأبت الوكالات الكبرى على تجاهلها.
المشاكل التي تعاني منها وكالات الأنباء المحلية:
- ضعف الإمكانيات المادية.
- قلّة الخبرة الفنية.
- قلّة المراسلين في الداخل والخارج.
- تأثُّرها الذي قد يصل أحياناً حد التبعية بوكالات الأنباء العالمية.
- اقتصار تغطيتها الإخبارية على العواصم والمدن الرئيسية في بلدانها وبعض العواصم الأوروبية.
الوكالات المتخصِّصة:
وهي الوكالات المتخصِّصة في بعض النواحي كالرياضة، الشؤون المالية، التحقيقات الصحفية المصوَّرة والرسوم الهزلية في حين أنّها تسعى على تقديم محتويات متخصِّصة لجمهور متخصِّص داخل الدولة أو خارجها.