جلبت النساء تحليلات كثيرة لوسائل الإعلام إلى المسرح العالمي في السبعينيات عندما تم تقديم نقد متعدد الأجزاء لأول مرة في مؤتمر مكسيكو سيتي عام 1976، الذي افتتح عقد الأمم المتحدة للمرأة، لا يزال جزء كبير من جوهر هذا النقد ذا صلة اليوم، لكن نضال النساء من أجل التمثيل المتساوي في وسائل الإعلام بدأ قبل ذلك بكثير.
تاريخ الاستبعاد والصور النمطية للمرأة في الإعلام
كان استبعاد النساء من الأخبار الجادة لهذا اليوم في وقت مبكر من القرن الثامن عشر من قبل المدافعات عن حقوق المرأة وحقوق المرأة في أوروبا وأمريكا الشمالية، احتاج قادة حق الاقتراع المبكر إلى اهتمام وسائل الإعلام لنقل أفكارهم وأنشطتهم إلى جمهور أوسع، لكن الصحف والمجلات التي يديرها الرجال تجاهلت إلى حد كبير النساء اللواتي نقلن عنهن. المنافذ الإخبارية التي غطت النساء كثيرا ما قللت من أهمية أهدافها، فالنساء اللائي خرجن عن الأعراف الاجتماعية المتمثلة في السلبية والإذعان لسلطة الرجل، والأدوار التقليدية للزوجة والأم، يتعرضن لخطر وصفهن على أنهن غير مناسبات أو مجنونات أو غير كفؤات.
إذا طالبن النساء في مجتمعاتنا اليوم بالمساواة مع الرجال، فقد صورتهن وسائل الإعلام على أنهن فضول وإما بصوت عالٍ ومتشدد وعدواني، ستستمر مثل هذه التوصيفات في الأيام الأولى للنسوية الحديثة حيث لم يقتصر الأمر على استبعاد قضايا المرأة والقادة من وسائل الإعلام، ولكن التحيز ضد المرأة كان يمارس في نقل قضايا المرأة والقيادات، وألهمت هذه المعاملة النساء في العديد من البلدان لإنشاء مجلات وصحف ودور نشر كتب خاصة بهن خلال أواخر القرن التاسع عشر وأوائل القرن العشرين.
كان هدف Woodhull & Claflin الأسبوعي بعد الحرب الأهلية هو جعل فيكتوريا وودهول أول امرأة تتولى منصب الرئاسة، بينما كان لدى Lily أجندة واسعة لحقوق المرأة، ودافع Una عن حقوق النساء المهاجرات والفقيرات حيث تناولت إليزابيث كادي ستانتون وسوزان أنتوني صحيفة “الثورة” التي لم تدم طويلاً ولكنها مهمة، مجموعة من القضايا المتعلقة بالتمييز ضد المرأة، بما في ذلك الأجور المنخفضة للمرأة العاملة والحق في التصويت.
حقبة جديدة من حقوق المرأة
بحلول أواخر القرن العشرين، ركزت النساء في جميع أنحاء العالم على سن إصلاحات سياسية وقانونية لتوسيع ؤ وضمان حماية حقوقها، لقد كانت حقبة جديدة لحقوق المرأة، تم تأسيس العديد من النساء خلال حركات الاستقلال، حيث انفصلت الدول عن السلطات الاستعمارية، انتقل إرث هذا النشاط إلى وسائل الإعلام النسائية مثل مجلة السيدة، التي أسستها النسويات الأمريكيات في أوائل السبعينيات؛ مانوشي، مجلة نسوية هندية تأسست في منتصف السبعينيات؛ ونشرة إيزيس الدولية، التي نُشرت أولاً في روما، ثم لاحقًا في مانيلا.
كان بعض القادة النسويين مدفوعين بالمشاكل المستمرة المتمثلة في الإقصاء والتمثيل الكاره للمرأة في وسائل الإعلام الرئيسية لتأسيس دور النشر الخاصة بهم، والتي يبلغ عددها اليوم العشرات، اضطلعت المنظمات النسائية مثل مجموعة (Gender Links) في جنوب إفريقيا بمهام مزدوجة لإنشاء مجلات خاصة بها، مثل (Gender and Media Diversity Journal)، فضلاً عن إجراء تدريب للصحفيين من أجل معالجة الرسائل الأبوية المستمرة في الأخبار والإعلانات والأفلام والبرامج التلفزيونية.
وكان مصدر قلق آخر لوسائل الإعلام الحديثة هو افتقار المرأة إلى الوصول إلى المهن الإعلامية، كانت المرأة ممثلة تمثيلا ناقصا بشدة في غرف الأخبار ومحطات التلفزيون والإذاعة وإنتاج الأفلام وملكية وسائل الإعلام، قيل إن المزيد من النساء في الداخل سيساعدن في حل العديد من مشاكل النساء الأخرى مع وسائل الإعلام، تقر النساء وبشكل مستمر، اللواتي ورد وصفهن في هذا الفصل، بأهمية المرأة في عملياتهن الإعلامية.