من الأمور التي ينبغي على الفرد الإعلامي أن يأخذها بعين الاعتبار هي أن يعمد إلى الأعداد المسبق والتخطيط لعملية الإعلام والإلقاء الإذاعي بشكل عام، بحيث أنَّ هذا الأعداد يؤدي في النهاية إلى تحقيق الأهداف والرغبات المنشودة التي تم وضعها في بداية العملية الإعلامية وقبيلها أيضاً، حيث أنَّ عملية الأعداد المسبق للرسالة الإعلامية والتحضير بالنسبة للملقي الإعلامي من حيث الموضوع الإعلامي والجمهور أو الوسيلة التي يريد من خلالها نقل الرسالة إليهم بشكل كامل تؤدي إلى نجاح هذه العملية على وجه الخصوص، ففي هذا المقال سوف نتناول الحديث عن مفهوم التخطيط والاعداد السليم لعملية الإلقاء الإعلامي.
ما هو الإعداد المسبق لعملية الإلقاء
إذا كان يستطيع المُلقي الإعلامي من نقل الأفكار أو الآراء بشكل واضح في أثناء فترة المواقف اليومية بدون استعداده لهذا الأمر، فَلِمَ يتطلب إلى الاستعداد والتحضير المسبق لأداء عملية الإلقاء؟
فهنالك سببان يؤديان في النهاية الإشارة إلى أهمية الاستعداد لعملية الإلقاء وهما على النحو الآتي:
- السبب الأول: هو أنَّه وخلال عملية الإلقاء سوف يستغرق الكثير من الدقائق أو سوف يحتاج إلى نقل كمية كبيرة من البيانات والمعلومات إلى الجمهور المتلقى بحيث أنها قد التفوق كثيراً عن المعتادة على ما تم نقله في جلسة يومية واحدة، ونادراً ما يحصل الجمهور المتلقى على تلك الفرصة أثناء عملية الإلقاء لمقاطعة المتكلم أو الملقي للرسالة الإعلامية؛ وهذا لكي يقوم المُلقي على شرح معلومة معينة، ولهذا السبب فإنه على الملقي أن يعمد إلى نقل الأفكار بأقصى درجة ممكنة من الوضوح التام، حيث يريد الملقى من عملية الإلقاء ذلك التنظيم الذي يسهل متابعته وطرح الأفكار بوسائل وطرق يتمكن الحضور من فهمها واستيعابها بالسهولة الممكنة.
- أما عن السبب الثاني: هو أنَّ الفرد الملقى لم يكن معتاداً على أداء عملية الإلقاء بشكل مستمر، فإنَّ هذا الموقف في بعض من الأحيان قد يكون مليئاً بالكثير من المفاجآت الغير محدودة والتي تعمل على إحداث الشعور بالقلق الذي يعمل على تشكيل الصعوبات وهذا على المُلقي من أداء عملية الإلقاء على النحو المنشود والمطلوب والمرضي، وأنه قد يجد صعوبة في العمل على نطق الكلمات ولا يستطيع التفكير التام، حيث أن الاستعداد المسبق للرسالة الإعلامية ومعرفة الجمهور المتلقى بشكلٍ عام يساعد المُلقي على إزالة العثرات المخفية والمجهولة في عملية الإلقاء والتي تحدث في أثنائها، وفي واقع الأمر فإن عملية الاستعداد المسبق والتخطيط للإلقاء يعمل على منح المُلقي الإعلامي تلك الثقة في عملية الأداء بطريقة طبيعية بشكل أكبر.
فهنالك البعض من المكونات الرئيسية التي تعود لعملية الإلقاء الإذاعي، حيث تشير الدراسات الإعلامية إلى أن توافر عنصر الاختصار سوف يعمل على مساعدة الملقى على تذكرها وهي: الحضور والوسيلة والمقدم والرسالة الإعلامية.
كما وأنٍّ المقدم للرسالة الإعلامية ذو التجربة المحدودة يواجه الكثير من الأمور المجهولة في عملية الإلقاء الإعلامي، ومن المفترض عليه أن يعرف الإجابة على بعض من الأسئلة وهي على النحو الآتي:
- ما توقعات الجمهور المتلقى للرسالة الإعلامية؟
- هل سيصغي المتلقى للرسالة الإعلامية لِما سيقوله الملقي؟
- كيف ستكون ردود الأفعال التي تأتي من المتلقين لما سوف يقوله الملقى لهم؟
- ما الطريقة التي يريد الملقي أن يقف بها أمام الجمهور؟
- هل من المفترض على الملقي أن يستخدم الكثير من الشرائح؟
- هل يتم التعامل مع الجمهور بتلك الطريقة الرسمية؟
- هل الجمهور المتلقي سوف يفهم ما سيقوله الملقي؟
أنَّ عملية الاستعداد المسبق تعمل على الإجابة في النهاية على كافة الأسئلة السابق ذكرها، وعلى الكثير من الأسئلة التي لم ترد أيضاً سابقاً، وعدم الإجابة على الأسئلة وعدم معرفتها بالنسبة للملقي تسبب المتاعب الكثيرة عندما يكون الملقي ذو خبرة قليلة.
والجدير بالذكر أنَّ التجربة بالنسبة للمتلقين الإعلاميين تؤدي في النهاية إلى نجاح العملية الإعلامية والتأثير على الجماهير المتلقية للمواضيع المنقولة بواسطة المُقدِّم الإعلامي.
كما وأنَّ عملية الاستعداد المسبق لعملية الإلقاء الإعلامي والإذاعي، تؤدي إلى أمر مهم ألا وهو مساعدة الملقي المذيع على تجنب الكثير من الأمور السيئة والعثرات الإعلامية، وتجنب تصيدها من قِبل المستقبل على وجه الخصوص.
إذاً يتضح مما سبق ذكره آنفاً أنَّ عملية الاستعداد المسبق للإلقاء الإعلامي ومعرفة طبيعة الجمهور وطبيعة الموضوع المُلقى والملقي ذاته تؤدي في النهاية إلى تقوية العملية الإلقائية وبالتالي نجاحها على وجه العموم، ويتضح أنَّ الاستعداد المسبق يحتاجه كل من الملقي المتدرب والغير متدرب عليها لأنَّ الاستعداد يعمل على تفادي الكثير من الأخطاء الإعلامية.