ما هو التطور التاريخي والاجتماعي للإعلان؟

اقرأ في هذا المقال


التطور التاريخي والاجتماعي للإعلان:

انتقل الإعلان خلال تطوره من البساطة إلى التعقيد، كذلك من الوسائل المحدودة إلى الوسائل المتعددة، ومن التطبيقات المحدودة في الحياة اليومية إلى تطبيقات في المنظمات الاجتماعية الكبيرة، ومن التأثير المحدود على جماعات محدود من الناس، إلى التأثير القوي على جماعات كبيرة ومجتمعات بأكملها.
وبفعل هذه التطورات الاجتماعية والاقتصادية والاقتصادية، العلمية، التقنية، كانتشار التعليم وتطور وسائل النقل والمواصلات وتطور الصناعات والمبتكرات والاتجاه إلى الإنتاج الضخم، وشيوع المناقشات وقيام التنظيمات القوية وتعاظم أعداد المستهلكين، وبروز أهمية الترويج للسلع والخدمات والأفكار والأشخاص، وتعدد حاجات الناس وتنوعها.
ولم تكن صفات التعدد والتنوع هي الصفات الأساسية لهذه التغيرات، لكن كانت النوعية والتشبع صفات أخرى أضيفت إلى الثورة المعرفية والاقتصادية فالسلع المادية ليست متعددة ومتنوعة، لكنها أيضاً تنافس على الجودة والقدرة على الاشباع احتياجات المستهلك مهما كانت حددها، حيث تتسم هذه الإعلانات بالسرعة والجاذبية والتغير المستمر ومخاطبة كل الاهتمامات والحاجات والغرائز.
وأن هذا المناخ بكل ما يعتمد داخله ويتفاعل، كان منشطاً للإعلان ودافعاً إلى تطوره بشكل واسع وبدرجة عظيمة، سواء في الوسيلة أو المضمون أو التأثير، فسبب هذا التطور قوة اقتصادية واجتماعية هائلة، سواء في حياة المنظمات المعاصرة أو في حياة المجتمعات والجماهير.
ولقد ظهرت خلال سنوات الأخيرة تحديات كبيرة في النواحي التقنية والإبداعية، في الوسائل التي يستخدمها الجماهير التي يتعامل معها وكان لهذا التحديات تأثيرها على زيادة أهمية الإعلان وزيادة تعقيداتها، حيث له أسس وممارساته ومجالاته وتأثيراته، فأصبح بالنسبة للمعلنين في أغراض أفضل وقوة إبداعية أعظم ووسائل ذات آفاق أوسع ونتائج ذات تأثير أكبر.
ومن التحديات التي يواجهها الإعلان، إحداث توازن بين كونه إعلاناً محلياً وإعلاناً عالمياً، بمعنى أنه بالنسبة للشركات الضخمة والتي تبيع داخل مجتمعاتها وخارجها على مستوى العالم، وتواجهها مشكلات التكاليف مع تعدد الإعلانات وتعدد وسائلها ورسائلها، والتحدي هنا يتمثل في إحداث توازن بين المتطلبات المحلية والعالمية، وأن يصمم الإعلان، بمضونه ورسائله ووسائله، وبالكيفة التي تحقق داخل الإطار تكاليف مقبولة بإحداث نتائج أفضل تؤدي صورة السلعة التي تنتجها محلياً وعالمياً في وقت واحد.


شارك المقالة: