الفرق بين الأسلوب الصحفي والأدبي:
حيث يقصد به الأسلوب الذي ظهر بالتزامن مع ظهور الأسلوب الأدبي التي استعملته الوسائل الإعلامية منذ القدم، حيث كانت تتأثر بالمحسنات البديعية، بالصور البيانية بالإضافة إلى الجناس والطباق، وهو ما ساهم في تطوير الصحافة بنفسها، وذلك من خلال تطوير المجالات الدراسية المتعلقة بدراسة الصحافة والعلوم الصحفية.
وبالتالي أصبحت الصحافة قادرة على التميّز في الميادين الإعلامية، وهو ما ساهم في تنافسها مع الأساليب الأدبية التي يتم استعمالها في الحالات الخاصة في الكتابة للوسائل الإعلامية، حيث كانت هذه المنافسة تشتمل على الإمكانيات التي تمتلكها الأساليب الصحفية في التعامل مع الموضوعات الإخبارية، وذلك عن طريق استعمال ألفاظ متخصصة والتي بدورها ساعدت على إنشاء لغة إعلامية خاصة في الكتابة للفنون الصحفية والتحريرية المتنوعة.
فلقد ساهمت الصحافة في التأثير والتأثر باللغة العربية، حيث كانت الأساليب الصحفية تسعى إلى استعمال النثر العلمي وهو على عكس الأسلوب الأدبي والذي اعتمد على ما يسمى بالنثر الفني العادي، حيث سعت الأساليب الصحفية إلى استعمال العناصر التي تركز على الحداثة والسرعة في نقل الأخبار الصحفية، وذلك على اعتبار أنَّ الأسلوب الصحفي يعتبر بمثابة فن تطبيقي يسعى إلى تحقيق مجموعة من الأهداف، والتي تتجلى في أهمية إيصال الأفكار الصحفية للجمهور الإعلامي، وليس كما هو الحال في الأسلوب الأدبي والذي يسعى إلى تناول المحتويات الأدبية على أكمل وجه دون أن تهتم بإيصالها للجمهور المحدد.
كما يعتبر الأسلوب الصحفي أسلوب قائم على نقل المعاني، بالإضافة إلى تحقيق الأهداف الإعلامية العامة من مثل الإعلام، التوجيه، التسويق، التنشئة الاجتماعية بالإضافة إلى الإقناع، بينما الأسلوب الأدبي فهو يسعى إلى نقل كافة المدركات المحسوسة بالإضافة إلى نقل المقالات الأدبية دون الاهتمام بالأهمية السياسية والاقتصادية المتمثلة من المقال الأدبي، وفي نفس الوقت فإنَّ الأسلوب الأدبي يقوم على تحقيق المدركات ومنافعها دون أن تهتم للمنافع الفنية المتحققة.
حيث تحتاج المؤسسات الصحفية في وقتنا هذا إلى الأساليب الصحفية فقط في عرضها للفنون الصحفية المتنوعة، وهو ما يساهم في انتقاء المحررين الصحفيين الخاضعين للبرامج التدريبية الإعلامية والتي تمكنهم من مواكبة الأساليب الصحفية، مع أهمية التركيز على استعمال اللغة اليومية في التعامل مع الجمهور المستهدف.