نبذة عن أسلوب الإثارة الصحفية:
ينبغي على العملية الصحفية أو حتى على الصحافة بشكل عام أن تعمل على تفرض العديد من القيود والرقابة بمعنى آخر على نفسها، ومنها القيود الأخلاقية، ومن ثم يجب أن تتعامل الصحافة بحد ذاتها مع الكائن البشري كهدف أو غاية، وبالتالي لا يتم التعامل مع الإنسان على اعتبار أنَّه مجرد وسيلة أو حتى موضوع عمل، وهذا حتى وإن استطاعت من الإفلات من المؤاخذة القانونية، وبالتالي ظهرت أمام الناس والمجتمع على أنَّها متوافقة مع مبدأ المشروعية على حدٍ سواء.
ولكنّ الذي يحدث بشكل فعلي وواقعي الآن هو عمل يُخالف الكثير من ذلك، حيث أنَّه كم من المرّات التي يتم فيها نشر الأخبار أو حتى الصور من أجل تحقيق هدف الإثارة وبالتالي العمل على ترويج الكثير من البضائع الصحفية، أو حتى من أجل جذب الجمهور من القُراء أو حتى من المشاهدين والمستمعين كذلك.
إلى ماذا تؤدي نشر الأخبار الخاطئة؟
حيث أنَّ نشر الأخبار بالصورة السابقة تؤدي في النهاية إلى الخِداع أو حتى إلى التضليل وبالتالي طمس الحقائق وإخفائها وبالتالي الإيهام بأنَّ كافة الأكاذيب على درجة عالية من الصدق والصحّة والدقة كذلك، بل وتتعداها في أن يحدث هذا بشكل مقصود وهذا من أجل تحقيق الكثير من المصالح التي تخص بعض الناس وهذا على حساب الأشخاص الآخرين.
إلى جانب هذا كُله فقد نسي الكثير من رجال الإعلام والصحافة طبيعة العلاقة التي يجب أن تكون ما بين حرية الصحافة والمسؤولية، حيث أنَّ حرية الإعلام يجب أن يتم ممارستها داخل الحدود المخصصة لها فقط ، وفي حال تجاوزتها أدت في النهاية إلى المساس بالحقوق والحريات الأخرى في الكثير من الأحيان، وبالتالي تحققت المسؤولية.
فعلى سبيل المثال إذا واصل التلفزيون تقديم المعلومات ذات الصفة المتحيزة والخاطئة أو حتى المشوشة بقصد إثارة الجمهور المستهدف، فإنَّ تلك المعلومات المغلوطة سوف تؤثر في تشكيل الرأي العام وبالتالي تعمل على ترجمتها لدى الجمهور المستهدف وتحويله إلى اتجاهات سياسية على حدٍ سواء، وبالتالي فأنَّه سوف يكون لها أثرها الفعلي والواقعي من أجل تشكيل السياسة العامة السيئة أو حتى الخطيرة آنذاك.