نبذة عن تطهير النظام الإعلامي:
يعتبر التطهير الإعلامي من وجهة نظر بعض المفكرين في الإعلام ضرورة لا يمكن الاستغناء عنها وبالتالي لا يمكن الفرار منها في كافة القطاعات الفاعلة بشكل واقعي في الدولة، فإنَّ تطبيق تلك العملية في المجال الإعلامي أمر واجب لا يمكن الهروب منه بتاتاً؛ حيث يعود السبب في هذا إلى أنَّ الإعلام وفساده ذو طبيعة خاصة جداً، بالتالي هو عبارة عن فساد يعمل على تخطي البيئات المنشئة له، إلى البيئات المحيطة به في السياسة وكذلك الثقافة والاقتصاد إلى جانب الإدارة وأخيراً المجتمع على حدٍ سواء.
وبحكم طبيعة العمل الإعلامي أو رسالة الإعلام بشكل عام تعمل على ترك أثر لها في على المدى الطويل وكذلك القصير وهذا بالنسبة لمستوى المعارف وكذلك المعتقدات والاتجاهات إلى جانب السلوكيات، التي يتم فرضها على الفرد والجماعة والمجتمع بشكل أشمل.
نبذة عن الفساد في المجال الإعلامي:
حيث أنَّ الفساد الذي يقع على الإعلام يؤدي بالنهاية إلى عدم مراقبة الحكومة أو حتى عدم الكشف عن الأخطاء التي تفعلها وخطاياها، كما وأنَّ المؤشر المرتبط بعملية الفساد الدولي بشكل عام قد ارتبط ارتباطاً وثيقاً بمؤشرات حرية الإعلام بالصعود والهبوط، وهذا الذي قامت مؤسسات قياس الفساد بالإعلان عنه.
ويمكن القول بأنَّه كُلما ارتفع موقع الدولة وفقاً للمؤشرات المتعلقة بالفساد انخفض الموقع الخاص بها وهذا تبعاً لمؤشرات حرية الإعلام وكذلك استقلالها، والأمر ذاته يعمل على تثبيت مؤشرات قياس التنمية، حيث أنَّ العلاقة بين انخفاض موقع الدولة تبعاً لمؤشرات قياس حرية الإعلام والصحافة وانخفاض موقع الدولة تبعاً لمؤشرات التنمية فتعد علاقة وثيقة جداً.
وفي النهاية يمكننا القول بأنَّ الفساد المتعلق بالعملية الإعلامية هو أمر مدمر حيث يعمل على تخطي الحدود التي يمتلكها الإعلام من أجل التأثير على غيره من المؤسسات وكذلك الأنظمة الفرعية التي ترتبط به، على مختلف الأصعدة السياسية والاقتصادية والاجتماعية وغيرها من النواحي التي يؤثر الإعلام عليها.
حيث أنَّ فساد الإعلام يختلف عن فساد غيره من القطاعات اختلافاً تاماً، حيث أنَّه يرتبط باختلال المعايير في المجتمعات كافة، حيث أنَّ الإعلام الفاسد والغير صالح يعمل على قلب الحقائق بشكل شامل، إلى جانب تشويه الوقائع والأحداث وتزييف الوعي أيضا.