ما هو المقصود بمراعاة نزاهة القضاء كواجب من واجبات الصحفي التي حددتها التشريعات الإعلامية؟

نبذة عن مراعاة نزاهة القضاء كواجب من واجبات الصحفي التي حددتها التشريعات الإعلامية:

وضعت التشريعات الإعلامية المتعددة والتي تم الاتفاق عليها من أغلبية دول العالم العربي والغربي بعضاً من الواجبات التي يجب أن يقوم بها الفرد الصحفي الإعلامي العامل في المؤسسة الإعلامية، وهذا من أجل أن يحق له التمتع بكافة الحقوق التي ضمنتها دساتير العالم له، ومن بين تلك الواجبات هي مراعاة نزاهة القضاء.

حيث يجب على كافة الصحف الإعلامية أن تمتنع بشكل مُطلق عن نشر كل المعلومات التي من غرضها أو شأنها أن تُعركس سر التحقيق أو حتى مجريات المحاكمة القضائية، أو حتى تلك التي تمس في المصالح التي تعود للمتقاضين أو المتهمين على حدٍ سواء، أو تلك التي ينال سمعة أو حتى مركز معين من هؤلاء الذي يتناولهم التحقيق أو المحاكمة.

ويتم كل ما سبق من أجل احترام نزاهة القضاء، إلى جانب الحرص بشكل مؤكد على مصالح المتقاضين، وخاصة فيما يتعلق في الأمور الجنائية، حيث أنَّ الأصل أنَّ المُتهم برئ وهذا حتى تُثبت إدانته أمام القانون، وإلى غاية إثبات تلك الإدانة يجب أن يبقى المتهم محمي ومأمن من المساس بكل شيء يتعلق بسمعته أو حتى تقديم الإيذاء بشكل معنوي وهذا بسبب ما تقوم الصحف الإعلامية على نشره.

ففي الكثير من الأحيان يجد الصحفي في المعلومات التي تتعلق بالمحاكم القضائية أو حتى التي تتعلق بالمساس بسمعة الآخرين والوصول إلى حد الإشهار بهم مادة مثيرة للجمهور والتي تعمل على استقطابهم نحوه.

كما ويجد الصحفي الإعلامي أنَّ إدخال العديد من المُبالغات في العمل الإعلامي أو في القصة الخبرية أو حتى العمل على خلق البعض من التحريفات فيما يتعلق بالحادثة أو القضية وهذا لو على حساب الأطراف المتنازعة أو حتى على حساب المتهمين أو حتى من خلال اختراق حدود القانون، وهذا كُله من أجل تكوين حبكة للخبر الصحفي في الصحيفة والعمل على تحويل تلك القضايا العادية إلى قضايا تُثير الرأي العام للجمهور.

لماذا لا تحاول الصحف أن تتعدى حدود القانون؟

نجد أنَّ الصحف تحرص على سمعة المتهمين وكذلك المصالح الخاصة بهم تلتزم الصحيفة في نشر المعلومات الصادرة عن قرارات النيابة العامة أو حتى منطوق الأحكام القضائية التي تصدر في تلك القضايا التي تم تناولها أثناء التحقيق أو حتى المحاكمة وموجز كافٍ للأسباب التي تقوم عليها.