مشكلة البحث في العلاقات العامة:
إن قيام علم العلاقات العامة داخل إطار المفاهيم الصحيحة للعلم، بكل مواصفاتها وأسسها وأركانها بالدرجة التي توفر لهذا العلم استقلاله وتميّزه وعلاقته الصحيحة بالعلوم الاجتماعية. ويُعدّ هدفاً أساسياً لأسباب كثيرة، فقيام هذا العلم يعني وضوح المضمون الذي تقوم عليه نتائج علمية ومقررات دراسة لها تميّزها، وبالتالي يكون لها القدرة على حسم مشكلة انتماء العلاقات العامة داخل الجماعات كعلم له كيانه ومجاله واستقلاله وتميّزه.
وقيام هذا العلم أيضاً يعني علاقة صحيحة تقوم على تأثير المتبادل بين العلاقات العامة كعلم اجتماعي، والعلوم الاجتماعية تؤثر بقدر ما تتأثر وتصبح بذلك علماً اجتماعياً له قوامه الواضح والمحدد، وقيام هذا العلم كذلك يوفر للعلاقات العامة جانبها النظري متكاملاً مع جانبها التطبيقي متكاملاً مع جانبها التطبيقي، ليحلّ مشكلاتها ويُعطيها كياناً متفاعلاً شانها شأن العلوم التطبيقية.
ويجب تحديد هذه المشكلة على شكل تساؤلات تسعى إلى وضع إيجابات واضحة ومحددة؛ أي كيف يمكن تأصيل مفهوم محدد واضح لعلم مستقبل ومتميزه للعلاقات العامة، ويقوم على كيان قادر وفعال وتتشكّل به قاعدة لعلم اجتماعي تطبيقي له تفرده بين العلوم الاجتماعية، وله قدرته على تحديد انتماءاته العلمية والتطبيقية الصحيحة، حيث أن الإجابة على هذه التساؤلات لا تستهدف وضوح الوصول إلى قيام علم العلاقات العامة بكل أسسه وأركانه، فهذه لا تحدث إلا نتيجة لجهود عديدة ومكثفه لباحثين ولكنها تستهدف وضوح المجال المتخصص والمتميز لهذا العلم.