الرأي العام وفقاً للمعيار الزمني:
الرأي العام اليومي:
هو الذي يتأثر بالأحداث اليومية التي تصدر على صفحات الصحف، الأحداث، الإشاعات والمناقشات البرلمانية ولهذا فهو يرتبط بالآنية. وعادةً يتعرَّض للتيارات الاجتماعية الداخلية والخارجية، التي تتفاعل بحكم وجودها مع الرأي العام وهو عبارة عن ردَّة فعل لما يحدث يومياً. وعادةً ما يتميَّز هذا الرأي بالتقلّب مقارنة بالرأي المؤقت أو الدائم.
وأن الصحافة المثيرة تعيش على هذا النوع من الرأي، فهي تتلقف الأحداث السياسية الهامة وتجعل منها لجذب الانتباه، بينما الصحافة وغيرها من صحف الرأي تختار مادة من الرأي العام، بما يتلائم دعوتها السياسية ويؤيد فكرته تجعلها وسيلة لتعزيز رأيها للوصول لأهدافها.
وقد خلَّص خبراء الدعاية والإعلام والعلاقات العامة، من خلال تجارب الحربين العالميتين إلى أن تأثير الاتصال في الرأي العام اليومي، يزداد يومياً باستخدام الأخبار بدلاً من المقالات الجدلية، من ثم كفَّت الدعاية عن استخدام أساليب الجدلية ليحلّ محلَّها الأسلوب الإخباري للتأثير بالرأي العام.
الرأي العام المؤقت:
وهو الرأي الذي يتم حول حوادث طارئة ولفترة محدودة. وينتهي استمرارية الرأي بمجرّد أن ينتهي تحيّز هذه الجماعة حول الحادث. ولهذا النوع من الرأي العام المؤقت لا يصلح أن تقام عليه دراسات. ويوصف الرأي العام المؤقت بأنه ديناميمكي رأي نشط ومتحرّك وهو ينشأ عن رغبة في التغيير، فأنه يستمد قوَّته من اعتماد على الحيوية والعقلانية والتمحيص أكثر من اعتماده على العادات والتقاليد. ويتناسب هذا مع المجتمعات الصناعية.
الرأي العام الدائم:
ويرتكز على قواعد تاريخية وثقافية ودينية ويتعاون فيه كل أفراد الجماعة. ويمتاز بالاستقرار والثبات ولا تؤثر فيه الحوادث الجارية والظروف الطارئة. ومن أهم عناصره العادات والتقاليد. وهذا الرأي نتيجة تجارب الأفراد وتفاعلهم مع مجتمعهم وهو لهذا قوي عميق. والمناقشة في هذا الطراز من الرأي موضع الخطر؛ لأنه بمثابة هجوم على وجود جماعة وكيانها ذاته.
ويعتبر هذا موضع اختلاف عن رأي الأغلبية إذ أنه طويل الأجل قد يستغرق سنيناً أو قروناً. ومن الصعب تغيير اتجاهاته ومثال على ذلك موقف الشعوب الإسلامية من أكل لحم الخنزير. وهذا الرأي يقوم على أساس العوامل الحضارية كالرأي العام العربي وكراهيته للصهيونية.