دور العلاقات العامة في المجال الاجتماعي:
تعاني الكثير من الدول النامية بعض المعوقات في التنمية، كالمعتقدات والتقاليد البالية ووسائل الإنتاج البطيئة التي تعارض أي تقدم، وأغلب هذه العوائق لا نحسها عندما تنفذ الإجراءات في المجال الاقتصادي؛ لأنها من تنفيذها في المجال الاجتماعي التي تعتدي يشكل كبير على المصالح الخاصة وتغزو النزعات المحافظة ذات الجذور العميقة، وتخل بالتقاليد والحرمات المصانة وتعمل ضد قوة الاستمرار الاجتماعية الثقيلة.
فهناك حاجة مهمة لخطة شاملة لتنشيط الإعلام التنموي في المجال الاجتماعي، لإبراز المضمون التنموي والإنساني لمفاهيم العمل الاجتماعي؛ من أجل العمل على تحويل النمط التقليدي الاستهلاكي للخدمة الاجتماعية ذات الأهداف العلاجية الضيقة، والبعد البشري والجغرافي المحدود، إلى نمط العمل الاجتماعي التنموي الذي يقوم على أساس الموازنة بين الأهداف الوقائية والعلاجية والاستثمار الواقعي للطاقة البشرية.
ففي سياق الأنشطة الإنتاجية وتوفير برامج الرعاية الاجتماعية ذات البعد التربوي الذي يستهدف خلق أنماط سلوكية، واتجاهات نفسية إيجابية يتأكد من سياقها، والتأكد من التوازن بين الحقوق والواجبات لأن التنمية تستوجب تغيير لشكل العلاقات الاجتماعية ودورها مع مسيرة ونهج التنمية، وتطوير الفعال في التنمية لذا فمن الضروري أن ينظر للإعلام من خلال العلاقة بينه وبين المضمون الاجتماعي للتنمية.
ويُعتبر أحد العوامل الكثيرة التي تؤثر في الأفراد والسلوك الاجتماعي يتضح مما تقدم، أن التنمية ليست مجرد إحداث تغيير في الواقع الاقتصادي نحو الأفضل، وإنما تستهدف وتقتضي التأثير في سلوك الفرد والجماعة، بهدف خدمة المجتمع بأسره، والذي يتطلب منه المساهمة الجادة والفعالة في دفع عجلة التنمية إلى الأمام.
