دور العلاقات العامة في صناعة القرارات:
توزع الدراسات العلمية الاستخدامات في العملية الاتصالية إلى داخلية وخارجية، غير أن هذا التوزيع ليس جزءاً فاصلاً؛ لأنه تعترف بالاعتماد المتبادل بين هذه الاستخدامات والتأثير المتبادل بينهما، وهذا التوزيع يعتبر ضرورياً؛ لأن هناك اعتبارات تفرضها، ويقصد بالاستخدامات الرئيسية هي التي تقوم بها كل مؤسسة، سواء في الخدمات أو الانتاج وهي بالأساس تقوم بالوظائف والخدمات التي من أجلها أُقيمت المنظمة.
أمّا الاستخدامات العملية الخارجية، تعني تلك الاستخدامات، التي تساعد كل مؤسسة على أن تقوم بعملياتها الرئيسية في ظروف أفضل وتساعدها إلى أن تصل لأهداف محددة ومنه الإعلان والعلاقات العامة، فإنتاج سلعة معينة يتم بعمليات انتاجية، بينما الإعلان يصل بالسلعة للمستهلكين، ويكون كل ما يخدم عمليات الانتاج من قرارات أو تطوير للأفراد من الاستخدامات الداخلية، بينما يكون من يساعد على ذلك من الاستخدامات الخارجية.
وتتصل الاستخدامات العملية الداخلية للاتصال الاداري اتصالاً أساسياً بالأنشطة الرئيسية لكل منظمة، التي تقوم بها من أجل تحقيق غاياتها ووظائفها، وأهمية هذه الاستخدامات الرئيسية تتركز في قدرتها على تحقيق الحياة الآمنة لكل منظمة، في علاقاتها مع الجماعات التي تقوم عليها في بيئة العمل، وعلاقتها مع الجماعات المتعلقة ببيئة المنظمة، وهناك اعتبارات تتصل بشخصية كل مؤسسة تجعل من أهمية الاستخدامات العملية الداخلية للاتصال الاداري ضرورية.
والبحث عن دور العلاقات عامة في عملية صنع القرار، ليس بحثاً تستفيد منه العلاقات العامة وحدها، إنما هو بحث تستفيد منه الإدارة العليا بدرجة كبيرة؛ لأن العلاقات العامة وصناعة القرار تستهدف المصالح الأساسية لكل منظمة، وتكاملا معاً يمكن أن يحقق هذه المصالح بطريقة أكثر فاعلية وهذا يوفر للإدارة العليا قدرات كبيرة في مواجهة المتغيرات الداخلية والخارجية.
ويجب تحليل نتائج الدراسات العلمية الإدارية في مجال صناعة القرار بالكيفية، التي تستفيد منها في تحديد دور العلاقات العامة بطريقة طبيعية ومتوافقة مع النتائج المطروحة وبالكيفية التي تحدث بين العلاقات العامة وصناعة القرار تكاملاً علمياً وفعّالاً ذو أثر. ولقد تطورت الدراسات العلمية الإدارية في مجال صناعة القرار، نظراً لهذه الأهمية الحيوية التي تمثلها صناعة القرار للإدارة العليا، وانطلقت جميعها لتؤكد على أن عملية صناعة القرار مرادفة في محتواها لعملية الإدارة.