دور المسرح في تكوين الرأي العام:
يُعَدّ المسرح تعبيراً صادقاً عن الرأي العام، فهو من أعرق الفنون الإنسانية التي عرفها التاريخ وذلك يعتبر المسرح هو أبو الفنون، حيث أن المسرح يندرج من ثقافة وحضارة الشعوب عبر آلاف السنين، كما أنه فن جماهيري صادق يندمج فيه الممثلون والمشاهدون. ويُشكّل المسرح ضرورة ثقافية لتقدم الشعوب وحضارتها ورقيها. وعلى الرغم من اكتشاف أجهزة الإعلام الحديثة مثل الإذاعة والتلفزيون والسينما والصحافة وماصاحبها من تقدّم مذهل، إلا أن المسرح يقف شامخاً بين هذه الأجهزة.
ويُعتبر المسرح أداة تعبيرية عن الرأي العام ومؤثر فاعل في اتجاهات الجماهير، بل من ضرورات الحياة ذاتها لدى الشعوب المختلفة حيث أنها تُعلّق عليه آماليها. وتعبّر من خلاله عن أحاسيسها وتصارع آرائها وعقائدها. والمسرح يساير دائماً الأحداث ويواكب التغيرات الاجتماعية لدى الشعوب المختلفة، كما يمكن الوقوف على طبيعة المجتمع وعاداته وتقاليده.
ولذلك يعتبر المسرح تعبيراً صادقاً عن روح الأمة ويعكس اتجاهاتها وحياتها. وقد نجد المسرح كثيراً ما يتغير في كل بلد حسب للنظام السياسي الدارج فيها. ونظراً لأهمية المسرح باعتباره قوة مؤثرة في الجماهير، قادرة على التأثير الرأي العام والتأثير به وتعديل اتجاهاته. وينبغي على الدولة أن توجّه له كل عون وتأييد، مع ضرورة توافر الحرية الكاملة للتعبير عن مختلف الآراء من خلال المسرحيات؛ حتى يستطيع المسرح أن يؤدي دوره في خدمة المجتمع.
وكما تم إنشاء المسارح المتخصصة وعندما أظهرت الدولة التلفزيون عام 1960. وظهور مسرحيات عديدة تتداول مشاكل المجتمع وعملت على إيجاد الحلول الإيجابية لها، كما جهَّزت كوادر جديدة من الممثلين المسرحيين المثقفين ساعدوا وما زالوا يساهمون في إثراء الحركة المسرحية في العالم.
كما يؤدي المسرح في خلق وتنمية الوعي السياسي والاجتماعي لدى الجماهيرالرأي العام. وعلى رجال المسرح بضرورة الالتزام الجاد في الأداء وصدق التعبير، فضلاً عن ضرورة تقديم المسرحيات الجادة والمدروسة التي تُعبّر بصدق عن واقع المجتمع دون تزييف الحقائق، دون الخروج عن معتقدات الشعب وآماله العريضة في التقدم والرقي والحضارة، كما يجب أن يلتزم المسرح بالعادات والتقاليد والقيم والمبادىء السائدة في المجتمع. وألا يحاول فرض مذاهب سياسية واجتماعية لا تتماشى مع طبيعة المجتمع وواقعه.