مفهوم علم الاجتماع الإعلامي:
يعتبر علم الاجتماع الإعلامي من أحد أهم الفروع الموجودة في علم الاجتماع، حيث يساهم في دراسة الأبحاث التي تخصصت في العلاقة ما بين المجتمع الجماهيري وما بين الوسيلة الإعلامية و الاتصالية، بحيث يؤكد على العمليات الاتصالية والتي قد تكون ما بين فرد وفرد آخر أو بين فرد ومجموعة من الأفراد، أو ما بين جماعات تشترك ما بينهم مجموعة من السمات والخصائص.
فمن الناحية العلمية، فلقد اهتم علم الاجتماع الإعلامي في الدراسات الوصفية بالإضافة إلى الدراسات التحليلية والتي بدورها تساهم في تحليل القدرة الاستخدامية وخاصة للوسائل الإعلامية الجماهيرية، وعليه فإنَّ علم الاجتماع الإعلامي يركز على عملية المقارنة التي تتم ما بين المجتمعات وعلاقتها بالوسائل الإعلامية.
وبالتالي فإنَّ علم الاجتماع الإعلامي ظهر في فترة الأربعينات، حيث كان يرتبط تطوّره بالتطور الحاصل في الميادين الإعلامية، كما تم تطبيقه في البداية في دول أوروبا منها ألمانيا، النمسا وبريطانيا، حيث أكدت على ظهور كافة الوسائل الإعلامية الجماهيرية منها، الإذاعة، الصحف والتلفاز.
حيث يلعب علم الاجتماع الإعلامي دور في تحديد الخصائص الإيدولوجية والثقافية للمجتمع، وذلك على اعتبار أنَّ لكل مجتمع ثقافة وأيديولوجية مختلفة عن غيرها من المجتمعات، حيث يوضح ذلك في الفرق ما بين المجتمعات العربية والغربية.
مراحل تطور علم الاجتماع الإعلامي:
- المرحلة الأولى: حيث يقصد بها المرحلة التي من خلالها تم انتشار البث الإذاعي، كما كانت هذه الفترة في القرن العشرين، حيث لعبت الإذاعة دور في دراسة الأبحاث والدراسات المتعلقة بالدراسات الاجتماعية الإعلامية، كما برزت هذه المرحلة في الفترة ما بعد الحرب العالمية الأولى، حيث ساهمت هذه الحرب في استعمال البث الإذاعي من أجل جملة من الأهداف السياسية.
- المرحلة الثانية: حيث يقصد بها المرحلة التي تركز على عملية النضج في البث الإذاعي، كما ظهرت هذه المرحلة في فترة ما بين عام 1927 وعام 1940، وبالتالي أصبح جمهور الوسيلة السمعية والمتمثلة في الإذاعة يعتمد عليها ليس فقط من أجل الحصول على الأخبار أو الاستماع إلى الموسيقى، بل أصبحت بمثابة وسيلة يتم استخدامها من أجل الدعاية السياسية، كما برز استخدام هذه المرحلة في الحرب العالمية الثانية.
- المرحلة الأخيرة: حيث يقصد بها المرحلة التي ظهرت ما بعد انتهاء الحرب العالمية الثانية، حيث قامت بوصف جمهور وسيلة الإذاعة بالجمهور المتشبع، والذي يسعى إلى إشباع حاجاته ورغباته من قبل هذه الوسيلة، بالإضافة إلى أنَّها سعت من أجل تطوير المضامين في البرامج الإذاعية.