غسيل الدماغ:
وهي عبارة عن دعاية موجَّهة ضد العدو مقترنة بإجراءات عسكرية واقتصادية. وتعني الحرب بجانبيها المادي والمعنوي. ويكون هدفها النفس البشرية ووضعها في حالة الهزيمة. ويتم من خلالها السيطرة على العقل البشري بعد تجريده من معلوماته ومبادئه السابقة. وغسيل الدماغ عملية تجري ضد رغبة الفرد هدفها إضعاف مقاومته والقضاء عليها.
وخرج الصحفي إدوارد بمفهوم غسيل الدماغ في أعقاب الحرب الكورية، حيث ظهرت فضيحة مفادها أن أسرى البلدان الغربية الذين اشتركوا في الحرب عادوا بعد الأسر وهم يفكرون، باتجاه مختلف عن مواقف حكوماتهم فقد كانوا يحملون آراء غريبة تتناقض في مضمونها مع تلك الآراء، التي كانوا يعتنقونها قبل وقوعهم في الأسر.
واشتق (هنتر)، مفهوم غسيل الدماغ من المصطلح (Hsi_Nao)، الذي يعني غسيل الدماغ، بعد أن حصل على معلومات من مخبرين صينيين عقب انتهاء الحرب الكورية. وهكذا اقترن مفهوم غسيل الدماغ بالطريقة الكورية الصينية لتحوير أفكار الآخرين وتنقيتها من الشوائب الغربية البرجوازية.
أمّا الصينيون أنفسهم فقد أطلقوا على محاولتهم تلك مصطلح ( تقويم الأفكار)، كما اعتبروا ذلك برنامجاً تثقيفياً عاماً لا يقصد منه العدو، حيث استخدم مفهم غسيل الدماغ في مختلف ميادين الحياة وأنشطتها، فهي وسيلة مخططة ترمي إلى تحويل الفكر أو السلوك البشري ضد رغبة الإنسان أو إرادته أو ثقافته أو تعليمه.
كيف تتم عملية غسيل الدماغ:
- عزل الفرد اجتماعياً عزلاً كاملاً في مستشفى، معتقل، سجن ومناداته برقم وليس اسمه.
- استخدام مؤثرات الجوع والتعب والصدمات الكهربائية والعقاقير الطبية المخدرة والكحول والمواد الكيميائية.
- إضعاف الفرد عن طريق تخفيض ساعات نومه أو حرمانه من النوم.
- نفص الغذاء والحرمان منه والحرمان من الملابس الكافية.
وكل ذلك يجعل المستهدف في حالة اكتئاب شديد لا يستطيع القيام بأي نشاط. ويصبح الفرد في حالة لا يستطيع فيها السيطرة على نفسه أو توجيهها. ويتم اشعاره بأنه تحت ضبط تام لا حول ولا قوة له، حيث يتم خلق صراع داخلي فيه يجعله في حالة من الخوف الدائم من الإعدام أو الفناء. ويصبح الفرد في حالة من مثيرة متلفاً إلى الخلاص، فعندما يصل الفرد إلى تلك الحالة يتم إقناعة بأنه متهم بتهمة خطيرة لكنها غامضة وغير واضحة.