مفهوم التبعية الإعلامية لوكالات الأنباء:
حيث يقصد بها اعتماد الوكالات الإخبارية على مجموعة من الوسائل الإعلامية المتنوعة؛ وذلك من أجل التعرف على المعلومات والأحداث الحاصلة ما حول العالم، كما تسعى التبعية الإعلامية إلى استعمال المحددات التي بدورها تؤثر على القرارات الإعلامية والمستقبلية لوكالات الأنباء.
وبالتالي لا بُدَّ من التأكيد على أنَّ التبعية التي يتم استخدامها في الوكالات الإخبارية تقوم على استخدام قدرتها في الوصول للدول النامية؛ وذلك من أجل تهديد ثقافاتها بالإضافة إلى أمنها القومي، كما تقوم على تشويه الصورة الأساسية للإعلام في الدول النامية، كما تقوم على عدم الوصول إلى اتفاق وتعاون مشترك فيما بينهم، كما لا تسعى إلى تحقيق المصالح التي ترغب بها الوسائل الإعلامية النامية.
حيث تسعى التبعية إلى السيطرة على الوكالات الإخبارية الإقليمية والوطنية بشكل أكبر من السيطرة على الوكالات الإخبارية المحلية، وهو ما يساهم في التأثير على الثقة المتواجدة في الوسائل الإعلامية، بحيث يكون ذلك من خلال تقليلها، كما يتم انتقاء المراسلين في الوكالات الإخبارية وفقاً للمعايير التي تحددها التبعية الإعلامية، حيث لا تكون هذه المعايير متعلقة بالقدرات المهنية والتي يتم اعتمادها في تغطية الأحداث الإخبارية.
فإنَّ مع زيادة أعداد الجمهور الإعلامي والمصادر الإخبارية الجديدة، حيث ساهم ذلك في تقليل وإضعاف سيطرة التبعية الإعلامية لوكالات الأنباء، بحيث ظهرت مجموعة من مصادر الأخبار المستحدثة والتي تقوم على تغطية متواصلة على مدار 24 ساعة في اليوم للأحداث الصحفية، كما ظهرت أسس جديدة في التعامل مع الأنماط الإخبارية المتنوعة، وهو ما يساهم في صناعة الأحداث والقضايا الإخبارية بشكل مستمر دون توقف.
كما لا بُدَّ من التركيز على أنَّ التبعية في الوكالات الإخبارية بدأت في عدم الظهور في الساحة الإعلامية؛ بحيث يرجع السبب وراء ذلك إلى ظهور شركات ومؤسسات تسعى إلى تقديم خدمات متعددة للمؤسسات الصحفية، من مثل شركة (NEW Century Network)، فمن أهم الخدمات التي تقدمها خدمة إمكانية التفاعل ما بين الجماهير الصحفية من جهة وما بين المحررين الصحفيين من جهة أخرى، بحيث ساهمت في توفير القدرات التي تمكن المؤسسات الصحفية من مواكبة التطورات واحتكار الوكالات الإخبارية.
