مفهوم الكتابة الإبداعية في الصحافة:
لا بُدَّ من التركيز على أنَّ الكتابة الصحفية متشعبة ويتم من خلالها التأكيد على الوظائف الإبداعية والوظيفية التي تقوم عليها، كما ترتبط الكتابة الإبداعية بالإبداع الذي يمتلكه المحرر الصحفي، بحيث يظهر ذلك في المهارات الإبداعية سواء التي اكتسبها بالفطرة أو من خلال تلقيه للبرامج التدريبية.
وبالتالي تعتبر الكتابة الإبداعية التي يتم استخدامها في المؤسسات الصحفية، ذات تأثير أكبر في الجمهور الإعلامي، كما تسعى إلى توفير سبل الراحة بالنسبة للجمهور المستهدف سواء كان ذلك يتعلق بالوصول للمؤسسات الإعلامية، أو من خلال توضيح الموضوعات الصحفية المعروضة لهم، على أن تكون الكتابة الإبداعية ذات صلة بالغايات والأهداف النفعية، والتي تساهم في مخاطبة الحواس الجمالية لدى الكاتب الصحفي.
مع أهمية التركيز على أنَّه يوجد فارق كبير ما بين الكلام واللغة الجمالية، والتي تتمثل في أنَّ الهدف الذي تسعى إليه اللغة ذات أهداف توصيلية وأخرى أدبية، أما اللغة فهدفها ذاتي بحيث يكون في توضيح المفردات اللغوية في الموضوعات الصحفية.
كما تسعى الكتابة الإبداعية الصحفية إلى مناقشة التعبيرات الموضوعية التي تقدمها في المحتويات، بالإضافة إلى قدرتها على مخاطبة المستويات والمشاعر والوجدان في الصياغة الكتابية الإعلامية، كما تؤكد على ضرورة التفريق ما بين الأداء التصويري والأداء التقريري، بالإضافة إلى ذلك فلقد قام الدارسين والباحثين في المجالات الاتصالية بتوضيح الاختلافات الكامنة ما بين التعبيرات الإبداعية أو ما يسمى بالكتابة الإبداعية الصحفية وما بين الكتابة الوظيفية في الصحافة، ومن أهم هذه الاختلافات:
- يعتبر التعبير الوظيفي الصحفي ذا تعبير موضوعي بينما التعبير الإبداعي الصحفي فهو عبارة عن تعبير ذاتي، وذلك على اعتبار أنَّ النص الإبداعي يستند على السمات الإبداعية الذاتية التي يمتلكها الصحفي، بينما التعبير الوظيفي الموضوعي يقوم على عدم الاستناد على المشاعر والعواطف بحيث لا يكون مسؤول عن الموضوعات الإخبارية التي يريد توصيلها للجمهور، حيث تعتمد الكتابة الوظيفية في الصحافة على مجموعة من القوالب التي تتمثل في الخبر، التقرير، الرسالة بالإضافة إلى التقارير الإخبارية.
- يعتبر التعبير الوظيفي تقريري بينما يعتبر التعبير الإبداعي أدبي يعتمد على التصوير الصحفي ، بالإضافة إلى استخدام الزخارف اللفظية والمحسنات البديعية، وذلك على اعتبار أنَّ اللغة الإعلامية المستخدمة، لها دور كبير في التأثير على الأدب اللغوي العام، بحيث يتم تناول المجالات القصصية الأكثر عمقاً في النصوص الفنية.
- تعتبر الكتابة الإبداعية في الصحافة ذات قدرة كبيرة على التناول الإعلامي، بحيث تسعى إلى تجلي المواهب الإبداعية الكامنة للصحفي بينما الكتابة الوظيفية تقوم على الوصول إلى المستويات المتعلقة بالأديب الصحفي، حيث لا يتم نقد النصوص الإبداعية وليس كما هو الحال الكتابة الوظيفية والتي تتعرض للنقد المستمر.
- لا يتم استعمال الخيال في النصوص الوظيفية في المؤسسات الصحفية، بينما النصوص الإبداعية الصحفية يتم استعمال ملكة الخيال فيها، بحيث يوجد فارق كبير بين الخيال والوهم، بحيث يتم استعمال الخيال الذي لا يحتوي على الوهم؛ وذلك من أجل عدم تضليل المتلقي، كما تسعى الكتابة الوظيفية إلى حظر الحقائق الناصعة والوهمية.
مفهوم الكتابة الوظيفية في الصحافة:
تعتبر الكتابة الوظيفية من الأعمال الكتابية التي لا تعتمد على الإبداع الصحفي في الصياغة، حيث تسعى إلى التحكم في النصوص الإعلامية الوظيفية من خلال الاعتماد على مجموعة من العوامل التي تسطير عليها من مثل: الأسلوب الصحفي المستخدم، شخصية العمل الكتابي، كيفية مراعاة العمل الكتابي للأسس الصحفية المقررة، بالإضافة إلى ضرورة التأكد من مطابقة حجم العمل الكتابي ومراعاتها للمتطلبات الإخبارية في الموضوعات المتنوعة.
وعليه فإنَّ الشخصية التي تقوم على تأليف الكتابة الوظيفية في المؤسسات الإعلامية، تسعى إلى استخدام النصوص المقتبسة، الشكل التوليفي، الشكل الإبداعي، بالإضافة إلى النصوص المترجمة، بحيث يكون لكل منها معايير وأسس، والتي بدورها تدعم الحقائق، بحيث تعتمد الكتابة التوليفية على المراجع والمصادر الإعلامية المباشرة، بحيث يتم استعمالها في كل من القصص الوظيفية بالإضافة إلى القصص الإبداعية، في كافة المؤسسات الصحفية.
كما أنه لا بُدَّ من التركيز على أنَّ الكتابة الوظيفية تحتاج إلى رسائل علمية ودراسات إعلامية بحته يتم من خلالها الوصول إلى الأهداف المنهجية التي تعتمد عليها الكتابة الأدبية أو الكتابة الفنية، بالإضافة إلى أنَّها تسعى إلى استعمال الإصدارات الثقافية والتي بدورها تؤكد على الأفكار التثقيفية الناجمة عن ما يسمى بانفجار المعلومات.
كما تسعى إلى إنتاج قواعد تقوم على مراعاة النصوص المترجمة والتي يتم طرحها في المؤسسات الصحفية المتعددة، وعليه فإنَّ الكتابة الوظيفية تستخدم ما يسمى بالصور القلمية والتي يتم رسمها بشكل يعبر عن الشخصيات الإنسانية المتعلقة بالموضوع المعني.