مفهوم مصالح الجمهور:
لا بُدَّ من التأكيد على أنَّ هنالك مجموعة من الحريات الصحفية والتي توفرها الوسائل الإعلامية، بحيث تتمثل في الدفاع عن المصالح الجماهيرية، وذلك على اعتبار أنَّ مصالح الجمهور من أهم وأصعب الأعمال الصحفية بالنسبة للعاملين في القطاع الإعلامي.
حيث تعتبر مصالح الجمهور ذات مصالح علنية ومن أهمها المصالح التي تتعلق بالجمهور الحاكم، كما ظهر مفهوم مصالح الجمهور في عام 1979، حيث تم وضعه ضمن بند تابع لقانون المطبوعات والنشر، حيث تم إصدارها في البداية في المحكمة العليا المتواجدة في الولايات المتحدة الأمريكية.
أما فيما بعد إصدار هذه القوانين سعت معظم المؤسسات الإعلامية إلى انتهاك المصالح الجماهيرية، وهو ما ساهم في قيام بعض المحاكم الصغرى حول العالم في عدم إدخال الصحافة إلى مجلس المحاكمة، إلا في بعض الحالات الاستثنائية، وخاصة في المواضيع التي تهم الصالح العام أكثر من مسها لمعظم الأفراد.
وبالتالي فلقد نص الدستور الدولي في كافة أنحاء العالم على ضرورة وجود جمهور في المحاكم العليا بشكل أكبر من المؤسسات الإعلامية، حيث تسعى المؤسسات أو الوسائل الإعلامية إلى إنشاء جدال حول بعض القضايا المتناولة في المحاكم، فهي بذلك تتعدى على المصالح الجماهيرية في الدولة.
كما أنه لا بُدَّ من التركيز على أنَّ المؤسسات الإعلامية وبمساعدة المحاكم إلى قيامها بدور كبير في وضع مجموعة من القرارات التي تهم المصالح الجماهيرية، حيث توفّر للمتهم الحق الذي يتم من خلال محاكمته أمام مجموعة من الجماهير غير المنحازة، بالإضافة إلى قرار منع حضور المؤسسات الصحفية الجلسات التمهيدية والتي تسبق المحاكمات الفعلية إلا بعد أخذ الأذن من كافة الأطراف.
حيث تلعب التغطية التي تقدمها المنظمات الصحفية دور كبير وفعّال في التأثير على العملية الانحيازية من قبل المحلفين، سواء كان ذلك بعد أو قبل طلب الاشتراك في المحكمة، كما تؤثر على عمل الجهاز القضائي في المحاكم، بحيث يكون هذا التأثير لصالح جماعة معنية، مع أهمية إلغاء المصلحة الجماهيرية.
كما يكون للجمهور حق كبير في الحصول على كافة البيانات المتعلقة بالقضية المطروحة، وذلك من أجل مناقشتها مع الجهاز القضائي ومن ثمَّ تقديم كافة التفصيلات للمؤسسات أو الوسائل الإعلامية كافة.
