ما هي أساليب إقناع شخص ما من خلال الحوار؟

اقرأ في هذا المقال


أساليب إقناع شخص ما من خلال الحوار:

التسلح بالمعرفة والحكمة:

يجب على الإنسان قبل الحديث بأي كلمة أو المبادرة إلى أي تصرف أن يتكئ إلى الحقائق والمعلومات الدقيقة، وكذلك الحال إن خاض حواراً مع الآخرين، والبدء بمناقشتهم بهدف إقناعهم بما يُبديه من آراء وأفكار، حيث يجب عليه أن يجمع بحيثيات الموضوع المطروح، ويعرف عنه من المعلومات ما يضمن به إقامة الحجة وتقديم الدليل المفحم، لتجنب الوقوع في الغموض والتشتت العبثي.
ويجب الاتباه أيضاً إلى كيفية عرض وأسلوب النقاش، فالأمر لا يقتصر على صحة ما يتلفظ الشخص به من معلومات، بل باتباع الأساليب المنطقية الحكيمة القائمة على الموضوعية، وتحري العدل، ومعرفة نفسية الآخر، والصبر على جداله، ومعاملته معاملةً حسنةً فيها من اللين والرفق الكثير الذي لا يحول دون الشدة والحزم إن استدعى الأمر ذلك.

إظهار الاحترام والتقدير:

يساعد إظهار الاحترام للآخر، ومساعدته على طرح أفكاره وما يتباه من قضايا، على تسهيل مهمة إقناعه، فالمحاور الجيد يعرف تماماً كيف يعره بالتقدير، ويُحفّزه على الاستمرار بالتكلم للوصول إلى الأهداف المرجوَّة التي انعقد الحديث لأجلها، كما يستطيع بذكائه وفطنته زرع الثقة في نفس محاوره وتشجيعه على الانفتاح والتخلص من الخوف والخجل اللذين يعتريانه.

اختيار الوقت المناسب:

يُحدث التوقيت خلل في عملية الإقناع بطريقة تنفيذها أحياناً، فهو وسيلة مهمة عند الحديث عن التأثير بالآخرين، ومحدد رئيسي لمدى تقبلهم لما يتم عرضه من أفكار وقبولهم لها؛ الأمر الذي يحتم على الشخص انتقاء الوقت الملائم الذي يضمن له إشعال الحماس في نفوس محاوريه، قد يخيل للبعض أن الأمر غاية في السهولة، بل على النقيض تماماً إذ إن هذا الأمر يتطلب الدراية بالكثير من المجريات، والأحداث، وكبح جماح النفس المتطلعة لحصد الفوائد المحققة من عملية الإقناع.

كيفية إدارة الحوار مع شخص ما:

  • تحديد الهدف من الحوار بمحاور مفهومة ومحددة لكل الأطراف.
  • اختيار ما يجب على المتحاورون نقاشه، إذ يجب الاتفاق على العديد من النقاط.
  • اختيار الموضوعات التي يناقشها خلال الحوار.
  • الاتفاق على وقت محدد للبدء في الحوار.
  • اختيار الأطراف الأكثر إمكانية على تفسير الهدف المطلوب من الحوار.
  • اختيار شخص يقوم بإدارة الحوار ويقوم بكتابة الأفكار الرئيسة في عملية الحوار.
  • العمل على كتابة النقاط والأفكار التي تستنج من موضوع الحوار.

أخطاء شائعة في الحوار:

قد تنتهي بعض النقاشات إلى العراك، ثم ينتهي الحوار بتشتت الأطراف، مع شعور الطرفين أنهما يملكان الصواب والحق في المسألة، مع التفكير كيف سيقنع كل منها الآخر، وقد يكون أحد الأطراف لا يملك حقاً جواب منطقياً لمواجهة الآخر، وتبعاً لقواعد المنطق، أحد الأطراف فقط يمتلك الأخطاء تحدث في الحوارات ونقاشات، دون الشعور بها في أن للمرء أنه يستند إلى منطق صحيح.

  • الاحتكام إلى الاستهزاء: ويقصد بها الاستهزاء من الشخص وحجته من أجل إنتقاد على شخصه، بدلاً من الحجة نفسها وهو ما يطلق عليه مغالطة رجل القش، وتمارس هذه المغالطة عند اقتباس حجة الطرف الآخر بصورة مشوهة، أو تبسيطها بما يضعفها.
  • الاحتكام إلى الشخصنة: ويكون عندما يتم الرد على الفكرة بالهجوم، بالعوض من تبرير الفكرة، والإهانة لا تعتبر مغالطة، لكن عند نقص الحجة بسبب أن الشخص الذي يتحدث بها يملك صفة معينة فحينها تعتبر مغالطة، وتستخدم لإضعاف حجة الخصم دون أدلة.
  • التعميم المتسرع: وتحدث هذه المغالطة عندما يطرح المرء مثال صغير ليكون ممثلاً عن العموم، ويكون فئة العينة في هذه الحالة أصغر بكثير ممّا يسمح بدعم الاستنتاج.
  • مغالطة القناص: وهي اختيار المعلومات التي تأكد الحجة، مع تجاهل المعلومات التي لا تأكدها، وتحدث عند محاولة تحليل البيانات، دون تشكيل فرضية دقيقة، فغالباً ما يتم استخدام هذه المغالطة في علم التنجيم، والأعداد والأبراج.
  • التملق ومنشدة المديح: يقوم المغالط بإثبات كلمته عبر الثناء على الجمهور، وغالباً ما يؤيد المديح حجته.

الفرق بين الحوار والجدال:

هناك اختلاف واضح بين معنى الحوار والجدال، وكل منهما له غايات والاختلاف بينهما هو أن الجدال في اللغة يعني اللدد في الخصام، وإيصال الحجة بصورة أخرى، أما في الاصطلاح فيعني المغالبة والمنازعة، والأصل في الجدال هو إسقاط الإنسان، والحوار قد يتحوَّل إلى جدل مذموم إذا تخللت به العصبية والتعصب للرأي. ومن خلال ذلك يستخلص أن أي حوار بين طرفين بهدف التعصب للرأي الشخصي هو جدال، ومعنى الحوار، هو عبارة عن نقاش بين عدة أطراف أو بين طرفين من أجل الوصول إلى الحقيقة أو إقامة الحجة على أحد الأطراف، ويستخدم الحوار أيضاً لرفع شبهة ما أو تهمة.


شارك المقالة: