هناك أصول قديمة لفكرة الإقناع ما قبل وجود وسائل الاتصال الجماهيرية، حيث كان يوجد علم البيان والفصاحة ويستخدم للإشارة إلى علم استخدام اللغة؛ لإحداث للتأثير على أفكار الآخرين وسلوكهم. وكان الصوت البشري هو وسيلة للإقناع التي يمكن استخدامها لإقناع الناس بتغير آرائهم.
أنواع استراتيجيات الإقناع:
الاستراتيجية السيكودينامية:
حيث أن هناك بعض المؤثرات النفسية تؤدي إلى السلوك نتيجة العوامل الخارجية، كذلك تحديد نوع الخصائص المحتملة للاستجابة وأشكال السلوك لهذه الاستجابة. وأن الاتجاه السيكوديناميكي للإقناع، يؤكد على القوى الداخلية للفرد في تكوين السلوك؛ وذلك باعتبار البناء الداخلي للنفس البشري هو نتاج التعليم. وهذا المنطلق من اتخاذ الوسائل الجماهيرية لتعديل البناء؛ ممّا يؤدي إلى تغير سلوك الجمهور.
وإن جوهرة الاستراتيجية السيكودينامية هو استخدام رسالة إعلامية فعّالة، قادرة على إحداث الأثر في نفسية الأفراد ليستجيبوا لهدف القائم بالاتصال. وتتعلَّق هذه التغيرات السلوك الفرد من ناحية (الاحتياجات، المخاوف، التصرفات).
وأن الاستراتيجية السيكودينامية احتلَّت المسرح الرئيسي في الإعلان، الإعلام وحملات التوعية طوال عقود عديدة، لكن هذه الاستراتيجية واجهت مؤخراً أسئلة جادة، عمّا إذا كان ممكناً أن تسفر عن نتائج موثوق بها من عدمه. ويبدو أحياناً أنها تنجح ولكنها لا تحقق النتائج المستهدفة.
الاستراتيجية الاجتماعية الثقافية:
عندما تقوم الافتراضيات الأساسية لعلم النفس على أن السلوك يُمكن السيطرة عليه من قوى الفرد، فإن العلوم الاجتماعية الأخرى ترفض أن قدراً كبيراً من السلوك الإنساني تُشكّله قوى من خارج الفرد.
ويؤكد علم الدراسات العلمية على التأثير الثقافة على السلوك، كما أنه يدرس ثأثير النظام الاجتماعي على سلوك الجماعة. وأن تفسيرات السلوك البشري التي بحثت العوامل خارج الفرد، لها دوراً أصغر في وضع استراتيجيات الإقناع ممّا فعلته الاستراتيجية الإدراكية التي تنظر إلى الداخل.
وكذلك أن الاستراتيجية الاجتماعية الثقافية لم تكن لها مثل هذه الشعبية، أمّا كأساس للإعلانات الواقعية أو أي أشكال أخرى للإقناع. ويوجد بعض الأدلة على أنه يمكن أن تكون ذات فاعلية للغاية، لكن نجاحها يتطلب استخدام وسائل الإعلام إلى جانب وسائل الاتصال الشخصي .
ملاحظة:على الرغم من الجهود الكثيرة التي بذلت لوضع أسس نظرية لاستراتيجيات الإقناع، إلا أنها ما زالت في حاجة إلى المزيد من الدراسات والتجارب.