أنواع جمهور العلاقات العامة:
إن التعرّف على طبيعة الجمهور المستهدف هي أفضل وسيلة لتحديد أسلوب الإقناع المناسب له؛ لأن اختلاف طبائع الجماهير واختلاف خصائصها يدفع القائم بالاتصال إلى استخدام مداخل وأساليب مختلفة للإقناع. ولذلك فإن التعرّف على طبيعة الجمهور المستهدف يساعد على التعرف على أفضل مداخل الإقناع المناسبة له، والتعرف على نوع المعلومات التي يجب تقديمها وسرعة بناء العلاقة؛ من أجل الإقناع الناجح، ومن أكبر الأخطاء التي يقع فيها كثير من القائمين بالاتصال والإقناع هو معاملة جميع الجماهير بأسلوب واحد، في حين أنه يمكن تقسيم الجمهور إلى ستة أنواع، لكل منها طريقة معينة في الإقناع، وذلك على النحو التالي:
الجمهور المؤيد:
هذا الجمهور يتفق تماماً مع القائم بالاتصال ويتفهمه، ويتطلب هذا الجمهور فقط إلى التأكيد على موقفه وإعادة شحنه وتحميسه من آن لآخر، بل وتحصينه ضد وجهات النظر الأخرى، من خلال عرض الحجج المحتملة من قبل المعارضين وتفنيدها واحدة بعد الأخرى.
الجمهور المعارض:
هذا الجمهور لا يؤكد على وجهة نظر القائم بالاتصال ولا مقترحاته، ويُشكك دائماً في مصداقية القائم بالاتصال؛ لذلك يجب تحضير الجمهور المعارض وإعداده للاستماع إلى وجهات النظر، من خلال التدقيق على أوجه الاتفاق المشتركة والبعد عن أوجه الخلاف، ولا بأس من بعض المرح في شكل قصة مثلاً، أو محادثات عامة حول موضوعات الحياة اليومية؛ ممّا يُعدّ طريقة جيدة لإحراز علاقات جيّدة.
وحتى لا تفقد جمهورك وتزيد من معارضته لك، لا تبدأ العرض بالهجوم عليه، وبدلا من ذلك، عليك اقتناص كل فرصة لتوضيح وجهة نظرك، وذكر المصادر والمراجع التي تؤيد أقوالك والاستشهاد بآراء وخبرات الأشخاص الذين يحترمهم جمهورك، حتى إذا لم يكونوا من المفضلين لديك، ولا تذكر أي أفكار أو آراء ما لم تكن مؤيدة ببراهين قوية وحجج دامغة، كذلك ركز على أنك تريد مصلحة ومنفعة مشتركة، وليست مصلحة أو منفعة من جانب واحد، ولا تتوقع تحديثات أساسية في الآراء أو الاتجاهات، والتمس القليل للحصول على ما تريد بدلاً من التماس الكثير فيفقدك ما تريد وتواجه الرفض، وإذا استطعت تحييد جمهور معارض فقد حققت نجاحاً، حيث إنك ضمنت أنه لن يعارضك.
الجمهور المحايد:
هو الذي يستوعب الموضوع ولكنه لا يؤيد ولا يعارض القائم بالاتصال، لذلك فهو في حاجة إلى مزيد من الشرح والتوضيح والتفصيل والإقناع، ومن ثم فعليك ذكر مزايا وإيجابيات مقترحاتك مقرونة بالفوائد التي تعود عليه من اتباع هذه المقترحات والالتزام بما تدعو إليه من سلوكيات، ولتكن وجهات نظرك محددة ومؤيدة بشهادات الخبراء وآرائهم ودراساتهم، مع التركيز القوى على التجارب الشخصية والأمثلة الواضحة والمألوفة للجمهور.
الجمهور غير المهتم:
هو الجمهور الذي يعرف عن الموضوع ولكنه لا يبالى كثيراً، إذ أن القضية قد تكون مملة بالنسبة له أو قد لا تناسبه لذلك فإن إقناع جمهور غير مهتم يكون أصعب كثيراً من إقناع جمهور محايد؛ حيث يحتاج الجمهور غير المهتم إلى تنشيط وتفعيل، وأول خطوة في إقناعه هي جذب انتباهه باستخدام قصة أو عنوان رئيسي أو حقيقة مثيرة، أما الخطوة الثانية هي أن تجعله يهتم بالأمر بأن تبين له مدى تأثير الموضوع عليه، والخطوة الثالثة هي دعم الموضوع بعدد من الحقائق المؤيدة والبيانات المؤكدة لما تقول، بالإضافة إلى شهادات ذوي الخبرة المعروفين لدى الجمهور.
الجمهور غير المعلن:
هو الجمهور الذي يفتقد للمعلومات، ولا يدري كيف يتصرف حيال الموضوع أو القضية المطروحة، لذلك فهو في حاجة إلى تعليم وتدريب. ومن الطبيعي أن يكون المدخل المناسب لإقناع هذا الجمهور هو تقديم المعلومات التي تنقصه، والتي تناسبه في نفس الوقت دون إغراقه بالمعلومات والبيانات الكثيرة ودون إرباكه في عرض الحجج المؤيدة والمعارضة، كذلك تدريبه على المهارات التي يحتاج إليها للقيام بالسلوك المطلوب منه.
الجمهور المختلط:
معظم الجمهور يكون من هذا النوع المختلط الذي يمثل مجموعة مختلفة من وجهات النظر، لذلك يجب التعرف على كل من تريد كسبه من بين الجمهور، وتحديد أي الفئات يكون لها النفوذ الأكبر وكذلك الفئات الأكثر عدداً، ثم ركز مجهودك على المجموعات التي تهمك واحتكم إلى المجموعات المختلفة في جمهورك بالنسبة إلى أجزاء مختلفة من رسالتك، وابحث عن الطرق المبتكرة للتأثير على كل مجموعة فرعية، بأن تعرض على كل منهم منفعة أو ميزة مختلفة، فهذه منفعة مادية وتلك منفعة اجتماعية وثالثة منفعة معنوية ورابعة منفعة جمالية وخامسة منفعة صحية.