أهداف العلاقات العامة في المجال الدولي:
حينما بدأت أنشطة العلاقات العامة تتجه إلى المجال الدولي بشكل واضح، خلال العقد السادس من هذا القرن كان الهدف الأساسي منها مرتبطاً بالوظيفة التسويقية للشركات الإنتاجية، ورغم أن بعض الشركات الكبرى قد أدركت ضرورة ممارسة العلاقات العامة بمفهومها الواسع في المجال الدولي، إلا أن تأكيد هذه الشركات على دور العلاقات العامة في ترويج منتجاتها ما يزال يسيطر على تفكير أصحابها.
ولذلك تتطلب هذه الشركات إلى التخلص تأثير الاتجاهات الحكومية والفردية المُعادية للشركة، وتدعيم الاتجاهات المؤيدة لها وفى سبيل ذلك تتلمس كافة الوسائل التي تساعدها على الوصول إلى قادة الرأي والحكومة والعمال والموردين والمتعهدين والمنافسين، بالإضافة إلى الجمهور العام لتهيئة الجو الودي الذي يمكن أن يمارس من خلال نشاطها بنجاح في هذه الدولة أو تلك.
وتستخدم الحكومات أيضاً وكالات العلاقات العامة الدولية، في كسب تأييد الرأي العام ورجال السلطتين التشريعية والتنفيذية في الدول التي تؤثر سياساتها على مصالح هذه الحكومات وشعوبها، كما تستخدمها أيضاً في تنشيط حركة السياحة بها، وفي رسم صورة مشرقة لها في المجتمع العامل وكسب تأييد الرأي العام العاملين لسياستها. وتستعين بعض الحكومات بهذه الوكالات في التخطيط الإعلامي الداخلي لكسب ثقة الجماهير وتأييدها
وتضاعف من عدد البرامج التي تسعى إلى نقل المعلومات إلى الشعوب الأخرى والتأثير في الجماهير من خلالها، ورغم أن محاولات التأثير في الشعوب الأخرى باستخدام الاتصال إلى جانب الدبلوماسية والقوة؛ لإضعاف عزيمة العدو وكسب الحلفاء والأنصار ترجع إلى العصور القديمة، إلا أننا نلاحظ أن وسائل تنفيذ هذه المحاولات قد تعددت في ظل ثورات الاتصال المتعاقبة واتسع مداها، وزادت كثافتها.
وتقوم بهذه المحاولات على النطاق الدولي كذلك من خلال المنظمات الخاصة بالإضافة إلى الجهود الحكومية وأنشطة وكالات العلاقات العامة الدولية. ورغم أن عدداً كبيراً من هذه المنظمات تركز اهتماماتها على النواحي الاقتصادية كتنشيط التجارة أو الاستثمارات أو السياحة، بالإضافة إلى بعض المنظمات ذات الأهداف الإنسانية أو التعليمية أو الدينية.
فإن العدد الأكبر من هذه المنظمات يسعى إلى تحقيق أهداف سياسية، وإذا كان تسويق المنتجات وتحقيق المزيد من الأرباح هو الهدف الأساسي لاتجاه أنشطة العلاقات العامة إلى المجال الدولي، فليس من الغريب أن يكون لوكالات العلاقات العامة الأمريكية التفوق الكبير في هـذا المجال، وقد ساعد على ذلك أيضاً التقدم الهـائل الذي حققته الولايات المتحدة في دراسات وتطبيقات العلاقات العامة خلال هذا القرن.