أهداف العلاقات العامة في مجال التأمين:
يُعتبر من الضروري أن نحدد الأهداف الرئيسية التى تنتج عن الخطة والأهداف الفرعية، التى تسعى إلى تحقيقها البرامج المنبثقة عن تلك الخطة. ويجب أن يكون واضحاً أن كل هدف رئيسي لا بُدّ أن يتم تحليله إلى أهداف فرعية محددة؛ لكي يمكن الوصول إلى أنسب الأنشطة لتحقيق هذه الأهداف. ومن المهم أن تكون الأهداف يمكن تعديلها عندما يتم التأكد من نتائج الأبحاث والمعلومات التي يتم الحصول عليها عن المنظمة والظروف المحيطة بها والاتجاهات السائدة.
وأن هناك حاجة إلى هذا التعديل ولا بُدّ أن تُعبّر هذه الأهداف عن المصلحة المتبادلة للمنظمة وجماهيرها، وهذه هي القاعدة الأساسية في العلاقات العامة للوصول إلى التفاهم والثقة المشتركة، ويجب أن تكون الأهداف إيجابية وتسعى إلى التأثير الإيجابي، بدلاً من أن تتجه إلى التفكير في كيفية منح أي تأثيرات معادية، حيث أن التأثير الصحيح سيقف فى وجه أي تأثيرات معادية.
وتُعدّ أهداف العلاقات العامة في مجال التأمين تنبع أهداف العلاقات العامة في أي منشأة من السياسة العامة التي ترسمها إدارة هذه المنشأة، ومن طبيعة العمل التي ترتبط بتخصص هذه المنشأة وكذلك من دراسة المشكلات المتصلة بطبيعة ذلك العمل، وإذا كانت أهداف العلاقات العامة في مجال التأمين يمكن أن تختلف من شركة إلى أخرى باختلاف سياستها وفلسفتها.
حيث يُعدّ هناك أهدافاً عامة مشتركة ومنها كسب ثقـة العمـلاء، حيث تستطيع العلاقات العامة أن تلعب دوراً هاماً في توفير الثقة بين شركة التأمين والمتعاملون معها والعملاء المرتقبين، وبقدر ما تزداد هذه الثقة توطد رسوخاً بقدر ما يزداد إقبال الأفراد على التأمين واقتناعهم بفائدته لمواجهة الكوارث، وينعكس ذلك على شركت التأمين فتتسع أعمالها وتقوى على مواجه مسؤولاتها في بث الأمن والطمأنينة في نفس الناس، وتدعيم الاقتصاد الوطني من خلال الاستثمارات الإنتاجية، وتقديم القروض اللازمة للمشروعات ذات الفائدة القومية.
ولا يجب أن يتبادر إلى الأذهان أن البرامج الإعلامية أو الإقناعية، يمكن أن تحقق هذه الثقة ما لم تستند إلى ممارسات طيبة، فالأفعال هي أساس العلاقات العامة الناجحة، وتأتي الأقوال بعد ذلك لتدعيم هذه الأفعال وتوضيح النوايا الطيبة والبواعث الحميدة التي تقف من خلفها والعلاقات العامة لا يمكن أن تجعل الأسود أبيض، وهى لا تصنع المعجزات فهناك حدود لما تستطيع أن تفعله.
وأقصى ما يمكن أن تحققه بنجاح هو أن يكون الواقع حسناً لتعبر عنه بصدق وأمانة، والعبارات الطنانة لم يعد لها مكان في العالم المتحضر، بل إن الشعوب النامية سئمت هي الأخرى من هذا الأسلوب لكثرة ما تعرضت له، فقد أصبح من الضروري لمن يخاطب الناس في هذا العصر أن يخاطب عقولهم أولاً، وحتى إذا أراد أن يؤثر على عواطفهم. والدعاية الناجحة الآن لابد وأن تُعبر عن واقع ملموس وأن تفسر هذا الواقع بعد ذلك بالطريقة التي تحقق بها أهدافها، أما الدعاية الجوفاء التي لا تستند إلى مضمون حق فهي فسرعان ما تتبخر دون أن تترك أثراً.
وهذا يؤكد ضرورة التزام شركات التأمين بالعهود التي تأخذها على نفسها في وثائقها، ويؤكد أيضاً أهمية التعب الصادق عن الإنجازات التي تحققها والمواقف التي تفخر بها، كما أنها مطالبة بأن ترسم سياساتها على أساس يتفق مع مصالح الجماهير ومطالبها المتطورة. وإذا كان العميل هو عماد النشاط في الشركة فإن استمراره يمثل قوة فعالة في نجاحها وبلوغ مقاصدها، والعميل الهارب الذي ألغى وثيقته يُعدّ خطراً على سمعتها إذا حدث ذلك بسبب يتصل بأسلوب تعامل الشركة أو مندوبيها.
ولهذا تبدو أهم استطلاعية آراء العملاء بصفة مستمرة للتعرف على آرائهم في الشركة، ونوعية الخدمات التي تقدمها، ومستوى أداء موظفيها ومن الضروري أيضاً التعرف على الأسباب التي أدت ببعض العملاء إلى تصفية وثائقهم أو إلغائها والعمل على تجنبها مستقبلاً، وكذلك فإنه من بين أساليب الحفاظ على العملاء استخدام سياسة الباب المفتوح أمامهم ليتاح لهم تقديم مقترحاتهم وشكاواهم بسهولة ويسر.
وتخصيص موظف في قسم الاستعلامات لاستقبال العملاء الجدد وإرشادهم إلى الطريق الصحي لعقد تام، وتسجيل ملاحظاتهم في الأعمال والإجراءات المجهدة التي تعقد إنجاز أعمالهم أو تعطلها. وتقوم بعض شركات التأمين بتقديم الهدايا التذكارية لعملائها في المناسبات، كما تدعو بعض الشركات العملاء لحضور حفلاتها أو المشاركة في أنشطتها الاجتماعية، أو التعرف على المشروعات التي تساهم فيها أو تقوم بإنجازها لخدمة المجتمع والمساهمة في حل مشكلاته.