إعلانات العلاقات العامة:
يستخدم الإعلان من أجل الوصول إلى بعض أهداف العلاقات العامة، بالإضافة إلى استخدامه المتعارف عليه في مجال الترويج للسلع والخدمات، فقد تلجأ إليه المؤسسة إسهاماً في الخدمة العامة، أو لرسم صورة طيبة في أذهان الجماهير عنها، ويظهر ذلك بشكل واضح في كثير من برامج التليفزيون الأمريكي، حيث تقوم بعض الشركات الكبرى بتمويل بعض البرامج المشهورة التي تقدم خدمات إعلامية تهم الجمهور الأمريكي.
كما يستخدم الإعلان في تفسير وجهة نظر المنظمة خلال الإضرابات، كذلك عند الإعلان عن بداية أعمال أو خدمات جديدة تقوم بها المنظمة لتحقيق بعض التيسيرات للجمهور، كما تعلن المنظمة عن سياستها وتفسر هذه السياسة لجماهيرها، وتعلن عن أي تغيير فيها، وتقوم بتصحيح المفاهيم الخطأ على ضوء الأبحاث التي تقوم بها إدارة العلاقات العامة.
ثم تعرض المفاهيم الصحيحة عن وظائف المؤسسة وأنشطتها. وكثيراً ما يُرسل الإعلان الإعلامي إلى كل جمهور من جماهير المؤسسة أو المنظمة على حِدة؛ لكسب تأييد هذا الجمهور أو ذاك للسياسة التي تتبعها المؤسسة إزاءه، أو إعلامه بالتطورات الجديدة، أو الامتيازات التي تخصه بها، أو التوجيهات التي تساعده على الاستفادة من خدمات تلك المؤسسة أو مدَّه بالمعلومات الصحيحة لممارسة نشاط معين، كما تفعل وزارة الزراعة في توجيهاتها لجمهورها المستهدف، أو وزارة الداخلية في توجيهاتها لجمهور المرور وهكذا.
وتقوم المنظمة التي تظهر اهتماماً بصورتها أو شخصيتها العامة بعمل حملة إعلانية؛ لتفسير موقفها والأسس التي تبني عليها سياستها، وتوضح ما تشعر أنه هام وضروري في فلسفتها. ويمكن ذكر إنجازات الشركة والمشكلات التي تواجهها بطريقة واعية وبالشكل الذي يناسب الجمهور المستهدف.
فالإعلان يقوم بوظيفة هامة في بناء الثقة وتدعيم ما يدلي به المسؤولون من بيانات لها أهمية، خاصة بالنسبة للمساهمين أو العاملين أو العملاء، وهؤلاء من أهم القطاعات الجماهيرية التي تتصل بها الشركة أو المؤسسة بصفة مستمرة. وإذا كانت الشركات أو المؤسسات المختلفة تلجأ إلى الإعلان في ترويج سلعها أو تنشيط خدماتها واجتذاب العاملين إليها، فإن الإعلان المستخدم لتكوين صورة طيبة عن هذه الشركات، أو تلك المؤسسات يدعم كل هذه الإعلانات ويزيد من فعاليتها.
وتتميز إعلانات الصورة بأن لها أهدافاً تهدف لأي كسب التأييد أو إثارة الاهتمام بأنشطة الشركة المعلنة؛ ممّا يؤدي إلى تنمية المؤثرات غير المباشرة في عمليات الشراء، أو أنه من المعروف أن زيادة المبيعات ليست الهدف الأساسي من هذه الإعلانات كما هو الحال في الإعلانات التجارية، فإعلانات الصورة لا تركز على منتج معين بصفة خاصة وإنما تتناول الشركة أو المؤسسة ككل وتبرز أهميتها للمجتمع.
وتركز على فلسفتها الاجتماعية وحرصها على المصلحة العامة، وهذا يعني أن إعلانات الصورة تستعمل أساساً لتقديم الشركة أو المؤسسة إلى الجماهير كمواطن صالح يعطي المجتمع بقدر ما يأخذ منه، ويقدمه بقدر ما يتوقع منه. وكما تستخدم الحملات الإعلانية لتحسين صورة المنظمة معينة، فقد تتحد بعض الشركات أو المؤسسات أو المنشآت التي تمارس نفس العمل، في إعداد وتنفيذ حملة إعلامية عامة لتحسين صورة قطاع البنوك مثلا، أو التأمين، أو صناعة الحديد والصلب، أو إنتاج البترول أو غير ذلك من الأنشطة التي تسعى إلى الربح أو التي لا تسعى إليه.