ما هي الأبعاد النفسية والوجدانية للصورة الذهنية؟

اقرأ في هذا المقال


الأبعاد النفسية والوجدانية للصورة الذهنية:

يعتمد الاتصال على تجسيد المعاني والأفكار في صور أو ألفاظ أو أنغام أو فنون أدبية، كالشعر والنثر والمسرح، أو فنون تشكيلية كالنحت والتصوير والرسم والزخرفة والعمارة، بالإضافة إلى الفنون الموسيقية وفنون الرقص والإيقاع والتمثيل وغيرها. ويشبه الإنسان بجهاز اللاسلكي الدقيق الذي يعيش عمره ليتلقى الرسائل من الناس والبيئة من حوله، فيحل رموزها ويفهمها ويستجيب لها على نحو معين، ويرسل رسائل مماثلة إلى غيره من أفراد المجتمع.
ويتفق علماء النفس المحدثون على أن الرموز اللغوية هي أفضل أنواع الرموز، وإمكانيتها على نقل المدركات من مجال الغموض اللاشعوري إلى حيز الوضوح الشعوري واللغة في مخيلتهم، هي الكثير من الرموز التي تنقل المعاني من إبهام الإحساس إلى نور الفكر وفي رأيهم أن الرموز المصوّرة، ولا يمكن أن تقوم مقام الألفاظ اللغوية؛ لأنها غامضة وغير محددة، ولا شك أن أدق الرموز للتعبير عن الأفكار هي الكلمات إذا استعملت استعمالاً عقلياً واعياً.
وفي حيّز المعنى التجسيمي للصورة التي تقوم على الكلمات كانت مبدأ أصحاب الاتجاه التصويري في الشعر، حيث أنهم لديهم تعبير بالصور المجسمة للأشياء والموضوعات التي يعالجونها، غير أن الصورة هنا ليست تصويراً عقلياً فقط، إنما هي تعبير عقلي وعاطفي في وقت واحد، أما أنه في كثير من الأحيان تتحول الصورة الشعرية التجسيمية إلى رمز لا يُعبّر عن دلالته للمتلقي للوهلة الأولى ويحيط بها لغموض في بعض الحالات.
وتقوم العلاقات العامة بالقيام بدورها في تقديم الفرد أو المنظمة إلى الجمهور بناءً على الرموز، سواء كانت لفظية أو غير لفظية لتمثيل الواقع الذي من المستحيل تقديمه بشكل مباشر في كل الحالات، فكيف يتسنى للفرد أن يتواجد في مكانين مختلفين أو أكثر، في نفس الوقت ليواجه الواقع في شركتين مختلفتين ويحدد بناءً على هذا الواقع حكمه على هذه الشركة أو تلك.
وما بالنا بمئات الشركات والمنظمات الصغرى والكبرى التي يتعامل معها الفرد، دون أن يتيسر له المرور بتجارب مباشرة تساعده على الحكم عليها، وهذه المنظمات نفسها تدرك تماماً أن جماهيرها المستهدفة لا تستطيع أن تواجه الواقع فيها طوال الوقت لكثرة ما تتعرض من مثيرات، وما تواجهه من أحداث في ساعات اليوم المحدودة، وعلى الرغم من ذلك فإنه من الضروري أن تقدم هذه المنظمات نفسها إلى الجماهير المستهدفة.
وهي تلجأ إلى الاتصال الذي يعتمد على الكلمات في معظم الأحيان أو الرموز غير اللفظية في بعض الحالات، وهذه الرموز ما هي إلا ترجمة لصور ذهنية تحمل معلومات عن واقع معين، وبالتالي تتم رؤية هذا الواقع بطريق غير مباشر.

المصدر: فن العلاقات العامة،علي عجوة2008فن الغلاقات العامة،محمد عتران،2008العلاقات العامة،سمير حسين،2008العلاقات العامة،شيماء زغيب،2008


شارك المقالة: