الاتجاهات المستقبلية لتطور العلاقات العامة:
من المعروف أن المنظمات المعاصرة تواجه خلال السنوات القادمة تحديات سياسية، اقتصادية، اجتماعية، سواء من داخلها أو من البيئة المحيطة بها أو من خلال المجتمعات التي تنتمي إليها. وهذه التحديات تمثل ضغوطاً قوية تدفعها إلى التطور السريع في تفكيرها وأساليبها وسلوكياتها، حتى تتوافق وتتكيف مع كل كل ما يحيط بها ويواجهها، شأنها في ذلك شأن كل الكائنات الموجودة في العالم.
وتطبيقات علم البيئة في العلاقات العامة تدعو بإلحاح، إلى أن تكتسب العلاقات العامة القدرة على التكيّف مع ظروف المنظمات التي تعمل لها المجتمعات التي تنتمي إليها، حتى لا تصبح المهن التي عفى عليها الزمان. والاعتراف بهذه الحقيقة يعتبر المدخل العلمي السليم لكل الجهود العلمية الأمينة الحريصة، على أن يكون تطور العلاقات العامة في المستقبل عملية حتمية تضمن لها البقاء والاستمرار في مواجهة ظروف ومتغيرات تحيط بالمنظمات التي تعمل بها.
وتستطيع العلاقات العامة أن تكتسب القدرة على التطور بالكيفة التي تناسب مع متطلبات التعامل، مع الأوضاع المستقبلية، إذا حققت انفسها أساسين وهما: أن يتحرك واقعا نحو مستقبل كجزء من تحرك المنظمات التي تعمل لها إلى المستقبل، فالفصل بينها يؤدي إلى أن يسير كل منهما في اتجاه ليس بالضرورة أن يكون اتجاهاً متوافقاً الآخر، حيث يتم الاعتراف بالعلاقات العضوية التي تربط بين العلاقات العامة والمنظمات التي تعمل لها.
وأن يكون تطورها مستوعباً لكل التغيرات والتحديات، وبأساليب مناسبة تماماً لمتطلبات التطور في المنظمات التي تعمل لها كل ما يحدث من مستحدثات في تقنية الاتصالات والمعلومات وقدرات التعامل بها. وإذا كانت الاتجاهات المستقبلية للمنظمات المعاصرة تدعو بإلحاح إلى الأخذ بالتخطيط الاستراتيجي المبني على قدرتها على التبؤ، فإن العلاقات العامة عليها أن تكتسب قدرة على التخطيط الاستراتيجي لبرامجها، كجزء من التخطيط الاستراتيجي للمنظمات.
وكذلك هناك تنبؤ بعيد المدى بكل الاحتمالات المستقبلية التي سوف تواجه هذه المنظمات وبيناتها وجماهيرها. وإذا كانت المنظمات المعاصرة سوف تتجه مستقبلاً إلى الأخذ بكل المستحدثات التقنية، حتى تستطيع أن تحتفظ ببقائها واستمرارها في مواجهة المنافسة وتيار الاحتكار، فإن العلاقات العامة لا بُدّ وأن تكتسب قوة وفاعلية أكبر من خلال تطوير أساليبها ووسائلها؛ حتى تصبح أداة متطورة في خدمة المنظمات التي تعمل لها.