البحوث والدراسات الوصفية:
تحظى البحوث الوصفية بمكانة خاصة في مجال البحوث الإعلامية؛ نظراً لأن نسبة كبيرة من الدراسات الإعلامية المنشورة، هي وصفة في طبيعتها، حيث أن البحوث الوصفية تلائم العديد من المشكلات الإعلامية أكثر من غيرها، وتهدف هذه البحوث إلى وصف ظواهر وأحداث معينة، وجمع الحقائق عنها ووصف الظروف الخاصة بها وتقرير حالتها، كما توجد عليها في الواقع.
وتحتوي البحوث الوصفية أنواعاً فرعية كثيرة تتضمن الدراسات المسحية، وفي كثير من الجوانب لا تقف البحوث الوصفية عند حد الوصف، وذلك بناء على قيم أو معايير محددة وتحديد الخطوات التي يمكن أن تتبع الوصول بها إلى الصورة التي يجب أن تكون عليه في ضوء هذه المعاير، وهذه البحوث تُسمَّى بالبحوث الوصفية المعيارية وتستخدم لجمع البيانات والمعلومات في البحوث الوصفية باستخدام أساليب ووسائل متعددة.
تطور البحوث الوصفية:
بدأ استخدام البحوث الوصفية في القرن الثامن عشر ميلادي، عندما تم إجراء دراسات حالة السجون الإنجليزية بالمقارنة مع السجون الفرنسية، ونشطت هذه الدراسات في القرن التاسع عشر حيث ركزت الدراسات الاجتماعية التي قام بها فردريك بإجراء دراسات تصف الحالة الاقتصادية للطبقة العاملة في فرنسا مستخدماً ذلك الاستبيان.
وقد كان لظهور الآلات الحاسبة في القرن العشرين أن ساهمت في تطور أسلوب البحث الوصفي، وقد ارتبط البحث الوصفي منذ نشأته بدراسة المشكلات المرتبطة بالمجالات الإنسانية، وما زال هذا الأسلوب هو الأكثر استخداماً في الدراسات الإنسانية؛ ولذلك لصعوبة استخدام منهج التجريبي في المجالات الإنسانية، وتبرز أهمية هذه البحوث في كونها الأسلوب الوحيد الممكن دراسته في بعض الموضوعات الإنسانية.
وقد اختلف علماء في تحديد مفهوم البحث الوصفي أشد من اختلافهم في تحديد مفهوم أي بحث آخر، ويعزى هذا الاختلاف لعدم تعاونهم أساساً على الهدف الذي يحققه هذا النوع من البحوث، هل هو مجرد وصف للظاهرة المدروسة أم أنه يتجاوز الوصف إلى توضيح العلاقة ومقدارها؟ ومحاولة اكتشاف الأسباب الكامنة وراء الظاهرة وقد أدى اختلافهم في تحديد مفهوم البحث الوصفي إلى اختلاف آخر وأوسع.
وتُعدّ البحوث الوصفية الأسلوب الأكثر قابلية للاستخدام لدراسة بعض المشكلات التي تتعلق بالجماهير، مواقفهم، آرائهم ووجهات نظرهم، حيث يصعب استخدام المنهج التاريخي في دراستها وهو أمر جعل معظم البحوث الإعلامية تقع في إطار البحوث.