لا بُدَّ من التأكيد على أنَّ الصحافة الاستقصائية تعتبر من أشكال وأنواع الصحافة التي تطورت بشكل كبير وفقاً للتطورات الحاصلة في الميادين الصحفية والإعلامية والتكنولوجيا الاتصالية المتنوعة.
نبذة عن الجذور التاريخية للصحف الاستقصائية
أكدت الدراسات الإعلامية على أن هنالك جذور تاريخية لمفهوم الصحافة الاستقصائية وبالأخص فيما يتعلق بعملية إجراء الأبحاث ذات الدراسات المرتبطة بالأحداث الإعلامية الماضية أو القديمة، مع أهمية التحقق من عدم تأثرها على العاملين في القطاعات الإعلامية والصحفية، كما يجب التأكيد على أهميتها في المجالات الحاضرة، مع أهمية التأكيد على ضرورة رصد مجموعة من الروابط التي تجعل الصحفيين والمحررين قادرين على تحديد أسس التعامل مع الصحافة الاستقصائية في كافة المجالات.
كما تشير أيضاً الأبحاث الحاصلة في مجال دراسة الصحافة الاستقصائية على أن جذورها التاريخية يعود إلى المؤسسات الإعلامية المتواجدة في الولايات المتحدة الأمريكية في القرن العشرين، حيث أكدت على ضرورة الاهتمام بمجال الصحافة الاستقصائية، وذلك على اعتبار أنها بمثابة نموذج إعلامي وصحفي يؤكد على أهمية الموضوعات الإخبارية التي يتم تناولها في المستويات المحلية والعالمية.
والجدير بالذكر أنَّ مفهوم الصحافة الاستقصائية كان له تاريخ حضاري وصحفي يؤكد على مفهوم المناهج المتداخلة والمتخصصة في دراسة تاريخ الصحافة الاستقصائية، والذي يعود إلى عام 1964.
كما ويتم التأكيد على أنَّ هذا المنهج يعتبر من أهم المناهج التاريخية التقليدية التي تساعد على سرد الأحداث وصياغتها وفقاً لمجموعة من الشخصيات المؤثرة وهو ما يؤكد على إبداع المجلات الصحفية المتخصصة في التنقيب عن الموضوعات أو الأحداث الإخبارية والتعامل معها بطريقة تؤكد على مفهوم السيرة الذاتية في مجال إثبات الصحافة الاستقصائية لكافة الأنماط المتميزة وربطها في المداخل الثقافية والسيطرة عليها من كافة التطبيقات المرتبطة بالحياة السياسية في الولايات المتحدة الأمريكية.
الجذور التاريخية للصحافة الاستقصائية
تعتبر الجذور التاريخية ذات قدرة على تحديد الأنماط الإعلامية والصحفية القادرة على ربط مفهوم الموضوعات الإخبارية بالقيم أو الأفكار التي يجب أن تلتزم بها الصحافة الاستقصائية، على أن تكون حديثة وهادفة، مع أهمية التركيز على التعامل مع البحوث المتعلقة بمفهوم صحافة التنقيب عن كافة الموضوعات الإخبارية والكشف عن أسرار مستقبلية أو ماضية أو حاضرة لبعض الأحداث أو الموضوعات الإخبارية.
لذا فلقد كانت الولايات المتحدة الأمريكية في عام 1978، قادرة على استكشاف الموضوعات الإخبارية ذات المناهج التاريخية أو الثقافية أو الاجتماعية وبالأخص في الصحف الأمريكية التي ترغب في إتمام الدراسات ذات المراحل الأولية في التعرف على تاريخ الصحف الاستقصائية، مع أهمية تحديد بعض الجهود القادرة على تحديد التوجهات الثقافية أو التاريخية في داخل أقسام الصحافة الاستقصائية، وبالأخص في قدرتها على التعامل مع مفهوم عمق الميدان الصحفي الذي يؤكد على أهمية إعادة كتابة كافة السير الذاتية المرتبطة بحياة الصحفيين الذين جاهدوا في كتابة الموضوعات والأحداث الإخبارية الماضية، وتعرضهم لبعض الآثار الناجمة عن بعض الصعوبات أو المشاكل والتي أدت إلى فصلهم من النقابة الصحفية أو من الحياة الصحفية و ممارسة المهنة الإعلامية.
ومن ثمَّ انتقلت الجذور التاريخية للصحافة الاستقصائية إلى فرنسا، حيث ساعدت على الكشف عن كافة المجالات الوحشية والتعذيب التي تعرض لها مجموعة من الجنود الفرنسيين المتواجدين على الأراضي الأمريكية، وهو ما ساعد مجموعة من الصحف العالمية الفرنسية والإنجليزية في الكشف عن هذه الأسرار، وهو ما ساهم في إلغاء رخصة الطباعة لديها وممارستها لمهنة الصحافة، بالإضافة إلى إيقافها عن نشر التحقيقات الصحفية الاستقصائية في فترة الاحتلال والتي استمرت لمدة 30 عاما.
كما لا بُدَّ من التأكيد على أنَّ الجذور التاريخية للصحافة الاستقصائية لقد أكدت على مجموعة من المجالات الصحفية ذات التوزيع الصحفي المرتفع، وبالأخص في قدرتها على الاستمرار في الكشف عن الروابط الصحفية والإعلامية التي تكون قادرة على نشر الفضائح المالية المرتبطة في التحقيقات أو الادعاءات التي تعرض لها مجموعة من الكبار والمسؤولين وهو ما ساهم في قيام مجموعة من المؤسسات الصحفية في استخدام مفهوم التقرير الصحفي؛ من أجل تعزيز النفوذ المرتبطة بشخصيات أو أحداث أو قضايا أو بدول وغيرها.
بالإضافة إلى ذلك فقد ساهمت أيضاً الصحافة الاستقصائية في إنشاء بعض التغيرات القادرة على إحداثها داخل المجتمعات العالمية الكبيرة، ومن ثم تحديد الانتماءات الوطنية أو الحزبية المرتبطة بالقضايا الإخبارية الماضية، والتي يتم من خلالها اتخاذ القرارات الإعلامية؛ من أجل التشدد فيما يتعلق بالمتغيرات الداخلية أو الخارجية سواء كانت سياسية أو اقتصادية أو مجتمعية أو مرتبطة بنظم استقصائية عامة وخاصة وغيرها.
