الدعاية الرمادية:
هي دعاية مقنعة وموجهة غير واضحة المصدر وتخفي أموراً غير التي هي مُعلنة، لكن يمكن الوقوف على غايتها الحقيقية من خلال التدقيق في أهدافها وطبيعة القوى التي تقف خلفها. وبالتالي يمكن فضحها والكشف عن غايتها الحقيقية، حيث تبدأ وتنتشر وربما تنتهي أيضاً دون أن يظهر بوضوح من الذي أطلقها ومن المستفيد منها بالتحديد.
فالدعاية الرمادية تحتاج إلى أكبر قدر ممكن من الذكاء والحنكة؛ نظراً لأنها لا بُدّ أن تحمل بصمة واضحة ومحددة. وقد يكون مستخدمها خبيراً في مجاله والفن في التعامل مع الجماهير. ومن الممكن أن تكون الدعاية الرمادية مقروءة أو مسموعة أو مرئية، وفقاً لمقتضيات الموقف ونوع الوسائل المتاحة والمنتشرة. ويمكن أن تكون ضعيفة ومحدودة وشديدة التطوّر؛ بحيث تخترق عبر شبكات الإنترنت ورسائل المحمول.
وتكون الأخبار منسوبة إلى مصدر غامض، كما تعتبر الدعاية الرمادية خليطاً من الدعاية البيضاء والسوداء. وقد لجأ معضم الباحثون إلى هذا التقسيم؛ لأنه يرى أن هناك دعاية بيضاء ودعاية سوداء ودعاية رمادية، بحسب دقتها أو مدى مصدرها.
فالدعاية التي تعتمد على الصدق والوضوح هي دعاية بيضاء، أمّا الدعاية التي تقوم على الكذب والتشويه والاختلاف هي دعاية سوداء. والدعاية الرمادية هي خليط من الدعاية البيضاء والدعاية السوداء. ويمكن القول بأن هذا التقسيم تنقصه الدقة، إذ يعتمد على أحكام قيميه كما أنه لا حاجة للحديث عن دعاية سوداء أو دعاية بيضاء، في حال وجود أنواع من الاتصال الجماهيري ومضمين تقوم على الصدق والموضوعية.