ما هي الصورة الذهنية في العلاقات العامة؟

اقرأ في هذا المقال


الصورة الذهنية في العلاقات العامة:

يرى بول جاريت أحد روّاد العلاقات العامة في شركة جنرال موتورز الأمريكية عام 1931، أن العلاقات العامة لا تعد وسيلة دفاعية لجعل المنظمة تبدو في شكل مخالف لصورتها الحقيقية، إنما هي الجهود المستمرة من جانب الإدارة لكسب ثقة الجمهور من خلال الأعمال التي تحظى باحترام.
وقد أكّد هذا التعريف على أهمية الجهود التي تبذل من أجل بناء صورة طيبة في أذهان الجماهير، وتعطي انطباع عن الواقع الفعلي المشرق للمؤسسة بلا خداع أو تزييف. ومن ثم فإن مفهوم الصورة التي تسعى العلاقات العامة إلى بلورتها في أذهان الجماهير يستند إلى الحقيقة، ويلتزم بالصدق والصراحة والوضوح وهي مبادئ أساسية أجمعت عليها دساتير العلاقات العامة في مختلف المجتمعات.
ورغم عدم دقة عملية الاتصال التي هي أساس العلاقات العامة في هذا المبدأ، إلا أن أكثر ما يميزه عن غيره من المصطلحات التي قدمت للعلاقات العامة إثباته على حقيقتين أساسيتين، هما: أن العلاقات العامة ينبغي أن تكون تعبيراً صادقاً عن الواقع، وأنها لا بد أن تسمو بأعمالها إلى الدرجة التي تحظى باحترام الجمهور.
فإذا كان الواقع سيئاً أو تشوبه بعض الشوائب، فيجب تعديل هذا الواقع وتدارك ما به من أخطاء بدلاً من محاولة إخفائها أو تزييفها بكلمات؛ حيث يزول أثرها وينكشف زيفها، أما ينبغي أن تسهم العلاقات العامة في مواجهة المشكلات التي تؤثر على الجمهور من خلال الأعمال البناءة والجهود الحقيقية الهادفة، التي تحقق الرخاء والرفاهية للمجتمع.
وقد أكَّد هذا المبدأ أحد المبادئ الأساسية التي وضعها أبو العلاقات العامة الحديثة أيفي لي، حينما قام بتعديل الصورة السيئة التي تشكلت عن رجل الأعمال روكفلر، الذي أكَّدها أكثر أغنياء أمريكا تعرضاً للنقد واتهاماً بالجشع، فقد أكد روكفلر سخياً في تبرعاته للجمعيات الخيرية وللكنائس ولأطفال المدارس، لكنه كان جافاً في تعامله مع الصحفيين ولا يبالي بحملات النقد التي توجه إليه، فكانت نصيحة أيفي لي الأساسية أن يتخلى هذا الرجل عن غلظته وأن يحسن معاملة الصحفيين ويتودد إليهم، وأوضح الجانب الإنساني الذي لم يكن غريباً على روكفلر ولكنه لم يكن معلناً للجمهور.


شارك المقالة: