أهمية العلاقات العامة في المجال الحكومي:
ظهر اهتمام الحكومات بالعلاقات العامة بسبب وجود النظم الديمقراطية، ووجود الرأي العام كقوة مؤثرة بالتحكم بالأحداث والموافقة على القرارات أو السياسات، وازدياد ووجود جماعات الضغط في العديد من الدول، بالإضافة إلى تطور وتحديث الكثير من وسائل الاتصال؛ ممّا أدى ذلك إلى تقريب المسافات بين بقاع العالم المختلفة وتبادل التأثير بين الثقافات المتباينة.
وكما يجب التنبؤ بالمشكلات التي يتوقع حدوثها ورسم الخطط والبرامج التي تؤدي إلى مواجهتها وتلافيها، أو العمل على إزالة أسباب حدوثها، وهذا يجعل الأجهزة القائمة باتخاذ القرار السياسي أو التنفيذي على بيّنة من كل الخطوات المقبلة وتفادي أي أخطار أو مشكلات مرتقبة.
وإن العلاقات العامة هي إحدى أساسيات الديمقراطية، حيث كانت السياسات الحكومية تتماشى بشكل أكثر تعقيداً، فإن العلاقات العامة يمكنها أن تضع هذه السياسات بشكل واضح للجماهير، وتسمح لهم في نفس الوقت من الإسهام فيها وقد أكَّد هذه الحقيقة أيضاً خبراء وترك بصماتهم عليها، حين تحدّثوا بأن الديمقراطية سوف تدوم ما دام هناك اتصال حر وإعلام صادق.
وهذا يحتاج إلى تهيئة قنوات الاتصال التي تأتي من خلالها المعلومات إلى الإدارة؛ لكي تتعرف على الآراء والاتجاهات المنتشرة، ولكي تقف على المشكلات التي تعاني منها الجماهير، قبل أن يزداد أثرها ويصعب تداركها، حيث أن الإعلام الحكومي يمكنه أن يقوم بوظيفة حيوية في تقدم الإدارة باكتشاف أثر القوى الاجتماعية الجديدة، والتعرف على مواطِن القلق والتوتر قبل أن تزداد حدتها.
وكما يجب تعزيز الشعور بالانتماء القومي والوحدة الوطنية. وفي عام 1940، كتب هاروود تشايلدز أستاذ العلوم السياسية الأمريكي إن مسؤولية العلاقات العامة أن تصيغ للإدارة الأعمال والسياسات التي تؤثر على المجتمع، وعليها أن تستبعد من هذه الأعمال والسياسات ما يتنافى مع مصلحة الجمهور، أو تصحيحها بما يحقق التلائم بين مصلحة الفرد أو المنظمة ومصلحة الجماهير.
ولكي يتم ذلك على الصورة المناسبة لا بُدّ أن يتمكن رجال العلاقات العامة من المبادئ المهمة، للعوامل الاجتماعية والثقافية والاقتصادية التي تتكون في المجتمع في الوقت الحاضر، فإن العلاقات العامة بمفهومها الحديث يجب أن وتقوم هذه الوظيفة على مبادئ علمية وبصورة مستمرة، كما أن هذه الوظيفة تحتوي على قياس وتعديل وتوضيح اتجاهات الجماهير التي لها ارتباط بالمنظمة.