العلاقة بين الاتصال الإداري والعلاقات العامة:
هناك العديد من المفاهيم والحقائق التي يقوم بها الجزء الاتصالي إلى العلاقات العامة والإعلان، التي تؤكد على وجود العلاقة بنائية وظيفية بين الاتصال الإداري وكل الاستخدامات العلمية التي تقوم عليها، منها العلاقات العامة والإعلان إلا أن العلاقة بين الاتصال الإداري والعلاقات العامة بالذات، تمثّل في الدراسات العلمية في مجال العلاقات العامة.
ولقد نتجت هذه المشكلة عن عدم الاتفاق علماء الاتصال الإداري والعلاقات العامة، على مضمون العلاقة بينهما وحدودهما، فكل فريق مهتماً بالنظر إلى تخصص الآخر على أنه جزء من تخصصه، فعلماء الاتصال الإداري ينظرون إلى العلاقات العامة على أنها جزء من الاتصال الإداري؛ أي جزء من الشكل الخارجي له على وجه التحديد. وعلماء العلاقات العامة ينظرون إلى الاتصال الإداري على أنه جزء من العلاقات العامة؛ أي جزء من الشكل الداخلي على وجه التحديد.
وعلى سبيل المثال، جاء في دراسة قام بها وليام كورييت أن العلاقات العامة تبدأ داخل المنظمة، حيث أن الاتصال الداخلي غالباً ما تكون علاقته ضعيفة بالعلاقات العامة والإعلان، على الرغم من أنه جزء أساسي من أنشطتها وتكتسب هذه المشكلة أهميتها من أهمية كل مجال منها على حِدة، ثم من أهمية التصدّي التحديات المستقبلية التي تواجه بعض المنظمات ومواجهة الظروف الضاغطة داخل المنظمات المعاصرة.
ويُعَدّ الاتصال الإداري، كمجال متخصص تتحرّك من خلاله المنظمات. وإذا كان ضعيفاً والعلاقات العامة كانت ضعيفة، حيث يؤدي إلى اختلاط حدودهما وعلاقاتهما؛ وذلك لأن قوة كل مجال متخصصة تكمن في عدم الوضوح. ويبدو كلا المجالين يفقدان الكثير من المعاني؛ ممّا يجل الاختلاط بينهما ممكناً وتتداخل حدودهما ميسوراً وأثبت بعض الدراسات العلمية هذه الحقائق.
وأن المنظمات ليست إلا أساليب لتحقيق غايات محددة، حيث أن الاتصال الإداري والعلاقات العامة أسلوبان من هذه الأساليب التي تتحقق بها هذه الغايات، وأن الفكر الذي يحكم هذه المنظمة يحكم أيضاً الاتصال الإداري. وهناك خطوط أساسية تقوم عليها العلاقة السوية والفعّالة بين الاتصال الإداري والعلاقات العامة، يجب إيجاد نظام فكري مرن وإيجاد نظام اتصال فعال. وتحديد دور مناسب للعلاقات العامة ينطلق من جزء مناسب لها داخل هذا النظام الاتصالي الفعال؛ وهذه الخطوط تتكامل مع بعضها البعض.