العوامل التي أدت إلى الاهتمام بالرأي العام:
هناك عوامل عديدة ساعدت إلى حد كبير في زيادة الاهتمام بدراسة الرأي العام في المجتمع الحديث، بالرغم من التطوّر الكبير في وسائل الاتصال، حيث أن الاتصال التكنولوجي الذي يهتم بوسائله في نقل الرسائل، بينما الاتصال النفسي الذي يهتم بمحتوى الرسالة. وتستخدم الدول الكبرى أساليب التكنولوجيا الحديثة في الدعوة لقيمها ومبادئها وفلسفتها وطريقة حياتها. وهذا ما يُطلق عليه بالصراع أو الحرب الأيديولوجية.
وتعتبر دول العالم الثالث في الوقت الحاضر عصر الوفاق مسرحاً خصباً، لصراع الأيديولوجيات ومحاولة استمالة الرأي العام عن طريق الدعاية والبرامج الثقافية والمشروعات التعليمية والفنية والعلمي.
التغيرات الاقتصادية:
وهذه التطوّرات لها ارتباط وثيق بالرأي العام ودوره في المجتمع، حيث يتَّجه الإنتاج إلى الوحدات الكبيرة أي الإنتاج على نطاق واسع وما يستتبع ذلك، من التركيز والتقنين وانخافض وحدة التكاليف، ثم الضغط الهائل للبيع وللإعلان وللاستمالة.
الاعتراف بدور الرأي العام في المجالات السياسية والاجتماعية:
وذلك يتضمَّن محاولة استمالة الرأي العام المحلي أو الدولي وجعله ينحاز إلى طرف معين، سواء كان هذا الطرف يمثّل دولة أو مجموعة من الدول أو حزباً أو جماعة داخل الدول نفسها. وهذا الصراع من أجل استمالة الرأي العام يتم نظراً لازدياد أهمية الرأي العام في تحقيق أو تعطيل البرامج السياسية، أو الاقتصادية أو العسكرية.
زيادة ارتباط الرأي العام بالسياسة العامة:
هذا الارتباط واضح في وقت الحرب عندما تناولت الحملات العسكرية من السكان المدنيين أنفسهم، كما أن تأييد الرأي العام في وقت السلم يعتبر أمراً أساسياً كذلك، لتنفيذ كثير من السيايات المحلية أو الخارجية وما يتصل منها بالإنتاج، أو الاستهلاك أو تطبيق القوانين والتشريعات أو غير ذلك. وينسحب ذلك الارتباط على الدول ذات النظم الشمولية أو الديمقراطية.
وقد ساعدت هذه العوامل بصورة كبيرة على بلورة الرأي العام وزيادة الاهتمام بدراسته، فنشأ الرأي العام في العصر الحديث قوياً مهاباً من الحكام والزعماء، كما أصبح الرأي العام يقف خلف كافة قرارات المصيرية التي يتخذها القادة والحكومات. وبذلك أصبح الرأي العام يُشكّل قوة ضغط حقيقية في النظم السياسية، حيث تلاحقه دراسته وأبحاثه بسرعة كبيرة؛ حتى تُواكب التطورات والتغيرات التي تطرأ على آراء الجماهير واتجاهاتهم.