العوامل التي تساعد على يسر القراءة في مطبوعات العلاقات العامة:
إن يسر القراءة هو أحد العوامل التي تساعد على قراءة المطبوع وتنظيم الأفكار، والأسلوب المستخدم لنقل هذه الأفكار، وهناك أربع طرق لقياس يسر القراءة بالنسبة للمواد المطبوعة ومنها معادلة فليش، وتتلخص في العوامل الثلاثة الآتية طول الكلمة، طول الجملة، نسبة الإشارات الشخصية كالأسماء والألقاب والضمائر والكلمات التي تشير إلى القرابة.
ويجب أن يكون 70٪ من كلمات الرسالة ذات مقطع واحد وأن يكون متوسط عدد كلمات الجملة 17، وأن تحوي كل مائة كلمة عشر إشارات شخصية معادلة، وتقيس هذه المعادلة يسر القراءة بمتوسط طول الجملة، عدد الجمل البسيطة المستخدمة، قوة الفعل، نسبة الكلمات المألوفة، نسبة الكلمات المجردة، عدد الإشارات الشخصية ونسبة الكلمات الطويلة.
وقد انبعت هذه المعادلة من جامعة أوهايو حيث أعدَّت قائمة تتكون من ثلاثة آلاف كلمة من أكثر الكلمات شيوعاً، وسُمّيت قائمة ديل وتقوم هذه المعادلة في قياسها ليسر القراءة على أساس حساب متوسط طول الجملة، ونسبة الكلمات التي وردت في النص من خارج قائمة ديل.
وطريقة ويلسون تايلور وتختلف هذه الطريقة عن الطرق الثلاث السابقة، فهي تُركّز على قدرة السياق في الرسالة ككل على مساعدة القارئ في القراءة السهلة للنص واستيعابه، ومعنى ذلك أن هذه الطريقة لا تقيس يسر القراءة فقط، وإنما تهتم أيضاً بما يحققه ذلك من سهولة الاستيعاب، ولاتباع هذا الأسلوب تحذف الكلمة التاسعة على التوالي في النص ويعرض هذا النص على عينة مماثلة للجمهور المستهدف.
ويطلب من أفراد العينة ملء فراغ الكلمات المحذوفة، بما يتناسب مع السياق وتشير نسبة نجاح أفراد العينة في ملء فراغات النص إلى مدى يسر القراءة وسهولة استيعابها، وقد عكف فريق من علماء اللغة على دراسة المعنى المشترك أو الإطار الدلالي، ونشأ عن هذه الدراسات علم حديث يساعد على فهم العلاقة بين الرموز والمعاني هو علم الدلالة.
وكان بريال الفرنسي أول من ابتكر هذا الاسم في سنة 1883، وانتقل بعد ذلك إلى اللغة الإنجليزية وفي السنوات الأولى من العقد الثالث من هذا القرن أخذ الفلاسفة البولنديون المصطلح وأدخلوه إلى علم المنطق الرمزي، وأطلقوه على دراسة تخصصية دقيقة تعني بالبحث في الرموز ومعانيها. وبعد هذا بسنوات معدودة ظهرت في الولايات المتحدة حركة طموحة ذات أهداف عملية على يد البولندي كورتبسكى.
وكان من آثار هذه الحركة ظهور علم المعنى العام الذي يهدف إلى تخليص الفكر الإنساني من المغالطات اللغوية، وترتبط بهذه الحركة تلك البحوث والدراسات التي قام بها في انجلترا العالمان أوجدن وريتشاردز، ومن ضمنها البحث المعروف “بالإنجليزية الأساسية” وهي لغة ابتكرها أوجدن واستبعد منها بعض الأفعال والمترادفات بغرض الاقتصاد في الثروة اللفظية، وتسهيل التفاهم بين الناس بالتركيز على عدد محدود من الكلمات ذات المعاني الدقيقة المحدودة، بدلاً من آلاف الكلمات ذات المدلولات الغامضة.
ومعنى الكلمة في القاموس ليس كل شيء، فهناك إلى جانب ذلك طريقة النطق والتعبير الوجهي المصاحب لها، والظروف التي تقال فيها، والمكان والعبارة التي تحتويها، فبعض الكلمات الطيبة قد تعتبر في ظروف أخرى مهينة أو استفزازية. ويرى أن للرموز دلالة كبيرة خاصة في المجتمعات ذات الثقافات العريقة، ويضرب مثلاً على ذلك بما يحملها لاسم من دلالة بالنسبة لصاحبه.
وقد أكد علماء الدلالة أن الكلمات تؤثر على الجهاز العصبي للإنسان، كما أن تحديد الألفاظ هو الذي يساهم على التحكم في اتجاهات الناس وتصرفاتهم ومع أن اللفظ ليس إلا رمزاً للدلالة على الشيء، فإننا نلاحظ في مجتمعات كثيرة أن هناك من يخلط بين الرمز والشيء أو بين اللفظ ومدلوله، فالراية الحمراء رمز للخطر ولكنها ليست الخطر نفسه، والمطرقة والمنجل رمز للشيوعية، والصليب رمز للمسيحية، والعلم رمز للدولة التي يمثلها وليس هو نفسه الدولة.
ومع هذا فإن الصور الذهنية لهذه الرموز هي التي تحرك استجاباتنا، وليست الأشياء أو الأحداث نفسها التي تحركها ويقول أن الكلمة رمز للشيء وليست نفسها هذا الشيء، كذلك تستبدل الكلمات اللطيفة الخالية من أي إشارة سيئة بكلمات اللامساس.
وقد تطوَّرت الرموز اللغوية بتطور المجتمع والمعتقدات السائدة فيه، وأخيراً بدأت مرحلة التعبير العقلي وأن الصورة الذهنية هي أداة غير مباشرة لنقل المعلومات ولكونها غير مباشرة، فإن هناك بعض الصعوبات التي تؤثر عليها بعض هذه الصعاب وهذه تتطلب الحرص الشديد من جانب العلاقات العامة حينما تسعى إلى تكوين الصورة الذهنية.