المسؤولية الاجتماعية للإعلان:
تعرَّضت الإعلانات لفترات طويلة إلى الانتقاد؛ لأنه يمارس تأثيراً كبيراً على المجتمع. ونتيجة لهذه الانتقادات فإن الإعلان ينتشر بشكل واسع وبصورة مؤثرة، كما يمتلك المقدرة على تشكيل الاتجاهات الاجتماعية وعلى الميول الشخصية لأفراد المجتمع، وهذا التأثير غير مرغوب فيه لما له من أضرار على أفراد المجتمع، لكن هناك فئة من المجتمع يدافع عن الإعلان؛ لِما له من منافع وفوائد اقتصادية كبيرة.
كما أنّ للإعلانات دور مهم في إيصال المعلومات والأفكار والخدمات للأفراد في المجتمع، وما أن الإعلان يتأثر بالمجتمع؛ لأنه يعتبر مرآة عاكسة للتغيرات في المجتمع، فيجب على المعلنين أن تتوافق لغتهم وتصوراتهم مع التغيرات الاجتماعية وهذه الاختلافات بين المعارضين والمؤيدين للإعلانات، تنتج من خلال تصوراتهم ومعتقداتهم للإعلانات كلاً حسب وجهة نظره.
ويرى المعارضون أن الإعلان يضر باللغة، حيث أن المعلنون يعرّضون الكلمات وقواعد الإعراب والهجاء بكيفية تدعو الجماهير إلى تقليدها، وهذا التقليد يجعل الجماهير في بعد عمّا تعلموه، بل أن هؤلاء المعارضين يدعون بأن المعلنين يدفعون الأفراد إلى الشعور بقلة الحاجة إلى التعلم؛ لأنهم يجعلون المعلومات الترفيهية والإخبارية سهلة التداول.
وكم يرى بعض المعارضون بأن الإعلان يعمل على وضع شخصيات داخل قوالب يعرفونها وتكون رمزاً للجماعات التي ينتمون إليها، كتصوير المرأة على أنها ربة منزل وتصوير كبار السن على أنهم دائماً في شيخوخة عاجزة، وهذه القوالب التي يصوّرها الإعلان، حيث تدعم الاتجاهات غير المرغوب بها تجاه الجماعات التي تنتمي إليها هذه الشخصيات؛ ممّا يساعد في نشر التمييز ضدهم.
وإن الاعتماد على وسائل الاعلام الجماهيرية على الإعلان كمصدر رئيسي، جعل الناس يتساءلون عن مدى تأثير الإعلان الإعلان على هذه الوسائل وأهم ما يوجّه الإعلان هو ما يقوم به المعلنون الكبار من تحديد لهذه الوسائل ضمنياً أو واقعياً حسب إعلاناتهم؛ ممّا قد يؤثر على محتوى هذه الرسائل.
وكما يُتهم بعض المعلنيين بأن ذوقه رديء، كما يراه شخصاً سيئاً أو رديئاً قد لا يراه شخصاً آخر كذلك. وهناك إعلانات تثير الاشمئزاز وتضر بالذوق العام بين الجماهير، وأن الانتقادات التي وجهت إلى هذه الجوانب ليست قاطعة وكانت ردود المؤيدون للإعلان في كثير منها مقللة من قيمتها، ووجود الآراء المعارضة يعني أن هناك شيئاً ما غير سليم في الإعلانات التي توجه إلى الجماهير.