المعرفة التي يجب أن يمتلكها كاتب العلاقات العامة:
يقصد بالمعرفة التي يجب أن يمتلكها الكاتب أكبر قدر من المعلومات عن موضوعه الذي يكتب فيه. ويقصد به من ناحية أخرى أن يكون فاهماً لهذه المعلومات ومستوعباً لها، كذلك أن يكون قادراً على إفهام موضوعه لجمهوره المستهدف، فقد يكون الكاتب على قدر كبير من التخصص في موضوعه غير أنه لا يستطيع أن يُعبّر عنه بالكيفية التي يفهم بها جمهوره.
ويجب أن تكون كل هذه المعاني قادرة على صنع مضمون معرفي معين، كما أن هناك عوامل تدخل في تحقيق مدى فاعلية هذه المعاني الثلاثة ومنها: مدى معرفة الكاتب بصفات جمهوره، مدى معرفته بالأساليب التي يتَّبعها في كتابة موضوعه، مدى معرفته بالأساليب وبطبيعة الوسيلة التي يستخدمها في نقل رسالته إلى جمهوره المستهدف، مدى ملاءمتها لموضوعه ومن العوامل التي تتكامل معاً.
ولا يمكن أن نتصوَّر كاتباً أن يقوم بالكتابة في موضوع معين ليتوجَّه به إلى جمهور معين، حيث يكون بمعزل عن التأثيرات الاجتماعية والثقافية والنفسية والمادية للمشكلة، داخل الإطار الاجتماعي لمجتمعه بصفة عامة وللإطار الموقفي المحيط بعملية الاتصال بينه وبين جمهوره المستهدف بصفة خاصة، فهذه التأثيرات لا يمكن تجاهلها أو التقليل من فاعليتها.
وكما يجب أن يكون مُلمّاً، فالنظام الاجتماعي والظروف والمتغيرات التي تحدث في بيئة العمل والبيئة المحيطة بالمنظمة، العادات والقيم وأنماط السلوك وتوقعاته من الجمهور وتوقعات الجمهور منه؛ كلَّها تُعتبر عناصر هامة ومؤثرة على الكاتب ورسالته ودرجة النجاح التي يحققها. ولا شك أن قدرة الكاتب على فهم كل هذه العناصر في الإطار المعرفي المحيط بعملية الاتصال وأطرافها وعلى فهم الكيفية الي يعمل بها.
وتُعتبر كلَّها معانٍ مطلوبة لهذه القدرة كأحدى صفات الكاتب، حيث يجب عليه أن يمتلك دقة الملاحظة وسرعة البديهة والمرونة وسعة الخيال، الإدارك، الذكاء وغيرها من الصفات التي تساعده على توفير هذه القدرة وتحقيق فاعليتها. وتُعَدّ هذه الصفات مُركَّبة في شخصية الكاتب وهي تعود إلى الثقة والخبرة والمكانة، كما تكون فاعلة ومؤثرة إذا كان الجمهور المستهدف يدركها جيداً وبالدرجة التي ينتج عنها تصديقه لكل ما يوجه الكاتب من رسائل.