النظريات التي تصف العلاقة ما بين الإعلام والعنف:
لا بًدَّ من التأكيد على أنَّ المشاهد العنيفة أصبحت متصدرة كثيراً في معظم الوسائل الإعلامية المنتشرة ما بين دول العالم، لذا أكد الباحثين في المجالات الإعلامية على أنَّه يوجد العديد من النظريات الإعلامية التي تؤكد على العلاقة التي تربط الوسائل الإعلامية بكافة أشكالها، سواء كانت مرئية أو مسموعة أو مقروءة وما بين أنماط العنف، ومن أهم هذه النظريات:
نظرية التطهير:
حيث يقصد بها النظرية التي تركز على المشاهد العنيفة بشكل كبير في الوسائل الإعلامية؛ وذلك على اعتبار أنَّ العنف يمثل جهاز ووسيلة اجتماعية إيجابية، بحيث تساهم في توفير الفرص أمام المتلقي من أجل تفريغ التوترات بالإضافة إلى قدرتها على تهدئة الأوضاع والدوافع العنيفة، وبالتالي فإنَّ نظرية التطهير ترى بأنَّ الوسائل الإعلامية تلعب دور كبير في التأثير على الجمهور المتلقي والتوترات الناجمة، وذلك من خلال تقليلها لعرض من مثل هذه المشاهد.
نظرية التعلم والتقليد:
حيث يقصد بها النظرية التي تركز على أنَّ الوسائل الإعلامية تسعى إلى تعليم الجمهور المتلقي بعض التصرفات والسلوكيات العنيفة، والتي بدورها تساهم في التأثير على المجتمعات المحلية، كما أنَّ هذه النظرية تؤكد على الفروض والأسس والتي لا بُدَّ من اتبعاها من أجل التخفيف من مثل هذه السلوكيات العنيفة، بالإضافة إلى ذلك فإنَّ وسيلة التلفزيون بالأخص تعتبر بمثابة وسيلة وأداة إرشادية متعلقة بالتصرفات العنيفة.
نظرية تحفيز العنف:
حيث يقصد بها النظرية التي تركز على القدرة الكبيرة التي تمتلكها الوسائل الإعلامية عامة ووسيلة التلفاز خاصة على تحفيز السلوكيات العنيفة، كما تسعى إلى الكشف عن المشاهد العنيفة والتي بدورها تساهم في إثارة الجمهور المتلقي، بالإضافة إلى تسببه بالقيام بمجموعة من التصرفات العنيفة والحادة، كما قد تُحفّز المتلقي إلى القيام بأعمال تخريبية وعنيفة؛ وذلك من أجل الإفصاح عن حاجاته ورغباته.
نظرية التثقيف:
حيث يقصد بها النظرية التي تركز على القدرة التأثيرية والتثقيفية التي تمتلكها وسيلة التلفاز؛ وذلك على اعتبار أنَّ التلفزيون يقوم على تثقيف الناس وتعزيز بعض القيم والعادات، لذا لا تندرج الأنشطة العنيفة تحت مسمى تعزيز أعمال العنف في المجتمعات بل أنَّها تسعى إلى تقديم النشرات التي تمسّ الواقع، ومن ثمَّ تعمل على نشر العنف والخوف، بالإضافة إلى عدم الإحساس بالثقة بالواقع المجتمعي، من قبل المتلقي.