النظريات المعرفية في الإعلام:
يُعتبر لعلم النفس دور هام في تقديم مجموعة من النظريات ذات الارتباط بالإعلام، والتي يُمكنها توضيح السلوك الفردي للجمهور، وباستطاعتها أن تُفيد في الإجابة عن النماذج السلوكية والأسئلة المرتبطة في ماذا تعمل وسائل الإعلام بالجمهور، وما هي العلاقة بين مضمون وسائل الإعلام، وكما تطرح النظريات السيكولوجية افتراضات رئيسية عن الطبيعة النفسية للجمهور، في كيفية معرفة أسباب الاستجابة لمثيرات محددة قد يتعرض لها.
ويُعد المدخل السلوكي ما هو إلا مثير واستجابة للظواهر الداخلية والعمليات العقلية، والتي يتم بواسطتها دراسة والتعرف على المؤثرات تُحدث أنواع محددة من الاستجابة والتي يكون من السهل ملاحظتها، وكما تمتد النماذج المعرفية والتي يكون اهتمامها في دراسة وسائل الاتصال، حيث تقدم هذه النماذج من قبل خبراء علم النفس، وأن هذه النظرية لا يكون تركيزها بشكل مطلق على اللغة والمعاني كما هو الأمر في التفاعلية الرمزية.
ولكن يكون تركيزها على العديد من العمليات التي يتشارك فيها الجمهور، ويُعتبر للنظرية المعرفية دور هام في التعرف على العديد من الجوانب في عملية الاتصال، ويمكن وصفها في العديد من الافتراضات، ومنها: النظر إلى أفراد الجمهور على أنهم متلقيين للمعرفة والمعلومات وأنهم ذو نشاط للحصول عليهما، وأن العمليات المعرفية لها دور فعال في تمكين الأفراد من نقل المعلومات بصور مختلفة، مثل صياغتها على شكل شفوي، حفظها تحليلها بطريقة انتقائية، ويمكنه الرجوع إليها في أي وقت من أجل أن يتمكن في اتخاذ قرارات مرتبطة بالسلوك.
وبالإضافة إلى ذلك، تقوم العمليات المعرفية بوظيفة مهمة في تحديد شكل السلوك الفردي للجمهور من حيث الإدراك الحسي، الاعتقاد، الاتجاهات والكثير من الأنشطة العقلية، وأن المحتويات المعرفية للتنظيم العقلي لجمهور وسائل الإعلام ما هي إلا ثمرة لخبراته التي حصل عليها في إطار معرفي أو اجتماعي.
وكما يتم استعمال المدخل المعرفي في إطار دراسة تأثير الاتصال على الجمهور، وبشكل محدد في التعرف على كيفية التي يتم بها استيعاب الرسائل الإعلامية، وطرق تعلم نموذج السلوك من خلال الصور التي تقوم ببثها وسائل الإعلام، ومدى إمكانية وسائل الإعلام في تحقيق الإشباعات الممكنة بالنسبة للجمهور.